ظلت الشهادة الدراسية في كل العالم على مدى عقود طويلة جواز مرور إلى سوق العمل ومسوِّغاً أساسياً للحصول على الوظائف، وجاءت الألفية الجديدة والتطور التكنولوجي لتعيد صياغة القواعد والأسس المتعلقة بطبيعة الوظائف ومؤهلات شاغليها. ومع توقيع الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب على أمر تنفيذي لفروع الحكومة الفيدرالية، بالتركيز على المهارات بدل الشهادات الجامعية في اختيار الموظفين تغيرت المعايير، وفي المملكة بدأ برنامج تنمية القدرات البشرية الذي أطلقه ولي العهد في منح فرصة لأصحاب المهارة لمواصلة دراساتهم بعدما ألغى البرنامج اشتراط الجامعات مضي أقل من 5 سنوات على شهادة الثانوية، وبالتالي يتاح للطالب الالتحاق بالجامعة، فالمتقاعدون مثلاً يمكنهم إكمال الدراسات العليا إذ يسعى البرنامج إلى أن يمتلك المواطن قدراتٍ تمكنه من المنافسة عالمياً من خلال تعزيز القيم وتطوير المهارات الأساسية، وتنمية المعارف. ويركز برنامج تنمية القدرات البشرية على تطوير أساس تعليمي متين للجميع يسهم في غرس القيم منذ سن مبكرة، وتحضير الشباب لسوق العمل المستقبلي المحلي والعالمي، وتعزيز ثقافة العمل لديهم وتنمية مهارات المواطنين عبر توفير فرص التعلم مدى الحياة ودعم ثقافة الابتكار وريادة الأعمال مع تطوير وتفعيل السياسات والممكنات لتعزيز ريادة المملكة وينطلق البرنامج رسمياً في الربع الثالث من عام 2021. ويرى مستشار تطوير الأعمال أحمد المنهبي أن برنامج تنمية القدرات البشرية ألغى اشتراط الجامعات مُضي أقل من 5 سنوات على شهادة الثانوية، وبالتالي تتم إتاحة المجال للالتحاق بالجامعة، لافتاً إلى أن المتقاعدين يمكنهم إكمال الدراسات العليا مهما كان العمر، ويستطيع المواطن التقدم إلى مرحلة البكالوريوس، أو الدراسات العليا. وأشار إلى أن التعليم أصبح متاحاً للجميع دون شرط أو قيد، ويجب استغلال الفرصة والإمكانات المتاحة للانطلاق بشكل أكبر إلى العالمية. وأكد المنهبي أن المتقاعدين يمكنهم ممارسة العمل الحر، أي يستطيع استغلال مهاراته وإمكاناته عبر تقديم خبراته لسوق العمل، ما يوفر له ربحاً مادياً، مشيراً إلى أن برنامج تنمية القدرات البشرية، الذي أطلقه ولي العهد يهدف إلى تأسيس رأس المال البشري. تشمل خطة البرنامج 89 مُبادرة لتحقيق 16 هدفاً استراتيجياً من أهداف رؤية المملكة 2030، وتشتمل استراتيجية البرنامج 3 ركائز رئيسية، وهي: تطوير أساس تعليمي متين ومرن للجميع، الإعداد لسوق العمل المستقبلي محلياً وعالمياً، وإتاحة فرص التعلم مدى الحياة. وتشمل مبادرات البرنامج الموزعة على الركائز الثلاث مبادرة تعزيز التوسع في رياض الأطفال التي ستسهم في تنمية قدرات الأطفال منذ سن مبكرة، إضافة إلى تنمية مهاراتهم الشخصية، ومبادرة التوجيه والإرشاد المهني للطلاب للالتحاق بسوق العمل والتي تهدف إلى تمكين الطلاب من تحديد توجهاتهم المهنية من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات لرسم خطة التنمية الشخصية الخاصة بهم، والتي سيكون لها أثر في إعدادهم لسوق العمل المستقبلي محلياً وعالمياً، إضافة إلى عدد من المبادرات التي تهدف إلى تطوير وتأهيل المهارات من خلال المساهمة في إتاحة فرص التعلم مدى الحياة لزيادة معدلات التوظيف للمواطنين وتمكين المبدعين ورواد الأعمال. ويركز البرنامج على إعداد وتأهيل القدرات البشرية، وتطوير منظومة تنمية القدرات البشرية منذ مرحلة الطفولة المبكرة إلى التعلم مدى الحياة، وتطوير مخرجات التعليم لمواءمتها مع احتياجات سوق العمل الحالي والمستقبلي، وتوطين الوظائف عالية المهارات من خلال تأهيل وتدريب المواطنين، إضافة إلى تفعيل أكبر للشراكة مع القطاعين الخاص وغير الربحي، حيث يسعى البرنامج في هذه الجوانب إلى تحقيق مستهدفات عدة، من بينها زيادة فرص الالتحاق برياض الأطفال من 23% إلى 90%، ودخول جامعتين سعوديتين ضمن أفضل 100 جامعة في العالم بحلول عام 2030 89 برنامجاً و16 هدفاً استراتيجياً زيادة رياض الأطفال من 23% إلى 90% دخول جامعتين في قائمة أفضل 100 جامعة عالمية تحقيق متطلبات الثورة الصناعية الرابعة