حي الجبل أقدم الأحياء الشعبية في جازان وسكن فيه غالب أهالي المنطقة.. هجروه إلى أحياء أخرى بغية العيش السهل الميسور، فخلا الحي القديم من غالب سكانه وبقي فيه من أجبرتهم الظروف على البقاء، يقطنون في بيوت قديمة متهالكة آيلة للانهيار في أي وقت، ومن الوهلة الأولى يلاحظ الزائر للحي معاناة السكان، لا دخل لهم غير بعض المساعدات التي تردهم من الجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي، فالحي تحاصره أكوام الكسر ومخلفات الإزالة والقوارض والنفايات والحشرات في أزقة ضيقة وممرات تفتقر إلى السفلتة والإنارة وتعج بالحفريات. «عكاظ» رصدت الحالة المعيشية للسكان الباقين الذين تحاصرهم الظروف الصعبة ونقص الخدمات ويبدو للزائر أن الحي يغرد خارج السرب بعيداً التطور رغم أنه يتوسط مدينة جازان وتقبع فيه قلعة جازان الأثرية «الدوسرية» منذ مئات السنين. مبانٍ متهالكة وخراب المباني المتهالكة الآيلة للسقوط باتت المسكن الوحيد الذي يأوي من تبقى من سكانها الأصليين وتحاصرهم أكوام الكسر طبقاً للمواطن عبدالله عيسى الذي يقول: أسرتي كانت تعيش في حي الجبل والوضع الحالي بات مزرياً والعيش وسطه صعب لأن المباني متهالكة وآيلة للسقوط ومخلفات الإزالة تحاصر بقية المباني ومن تبقى من السكان يعانون من ظروف صعبة فالحي يفتقر لمقومات الحياة المعيشية والخدمات الحيوية، فالطرق مكسرة تملأها الحفريات والتشققات والقوارض، والثعابين تهدد حياة السكان. الحي يحتاج تدخل عاجل لتحسين وضعه ومعالجات التشوهات البصرية لأنه يتوسط مدينة جازان. عطش وشح في المياه العطش وشح المياه معاناة أخرى يواجهها سكان الحي، إذ يقول خالد حيدر معاناتنا مع شبكة المياه القديمة التي لا تعمل غير ساعة في النهار، ويتم إغلاقها من قبل العاملين في شركة المياه، والأمر تكرر بشكل يومي، ويضطر الأهالي لجلب وايتات المياه بما فيها من تكاليف عالية خصوصاً لذوي الدخل المحدود، كما ان الحي يعاني أيضاً من تكسر تمديدات المياه التي شكلت تسربات واضحة وتسببت في تصدع المباني وانهيار الأرضية وزادت من تهالك الطرق التي باتت ردماً من الرمل والاحجار. حظائر الأغنام والدواجن باتت سمة بارزة في الحي ما ساهم في تفشي الروائح الكريهة وتكاثر البعوض. ويرى المواطن إبراهيم كردي أن الحظائر تلاصق المباني ما يتسبب في أذى الكثيرين «نعاني من ظروف صعبة أجبرتنا أن نعيش وسط المعاناة.. الحظائر تزيد من معاناة مرضى الربو والحساسية».