تمتلك العلا العديد من الوجهات والتفاصيل التاريخية الضاربة في عمق التاريخ، ما يجعلها موقعا تراثيا استثنائيا، لما تتمتع به من خصائص طبيعية نادرة ومبهرة، قد لا تتوفر في أي موقع آخر بالعالم. وتستقبل بلدة العلا القديمة أعدادا كبيرة من السياح والزوار، خصوصاً منذ أطلقت منصة «روح السعودية، برنامج «صيف السعودية»، في يونيو الماضي، حتى 30 سبتمبر الجاري، في 11 وجهة بالمملكة من بينها العلا، إذ تقدم المنصة أكثر من 500 تجربة وباقة ونشاط سياحي، عبر أكثر من 250 شريكا بالقطاع الخاص، تحت شعار «صيفنا على جوّك»، إضافة إلى مسار «الفعاليات النوعية»، الذي أطلق أخيرا، بالتعاون مع المركز الوطني للفعاليات، الذي يضم 30 فعالية نوعية كبرى، وما يزيد عن 300 نشاط وعرض ترفيهي في 6 مدن مختلفة. وتحتضن مدينة العلا تراثاً يعود بالزائر إلى آلاف السنين للوراء، كما تعد البلدة القديمة إحدى المواقع الأثرية ال4 التي تعرف كوجهات سياحية على مدار العام، وتضم موقع الحجر الأثري ودادان وجبل عكمة. فيما يقول المرشد السياحي غازي العنزي: «تشتهر العلا بعدة أماكن مميزة يقصدها سنويا آلاف السياح من داخل المملكة وخارجها، أبرزها موقع الحجر الأثري، الذي يعد أول موقع سعودي يدخل ضمن قائمة التراث العالمي في العام 2008م، إذ يضم مقابر أثرية محفوظة وواجهات مزخرفة تعود للفترة بين القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، وكذلك دادان التي كانت من أكثر المدن تطوراً خلال الألفية الأولى قبل الميلاد في شبه الجزيرة العربية، وجبل عكمة بما يحتويه من كتابات ونقوش ورسوم أثرية تعود إلى الحضارتين الدادانية واللحيانية. لماذا أغلقت البلدة القديمة ؟ وبحسب المؤرخين يُقدّر زمن تأسيس البلدة القديمة بأنه منذ القرن الثاني عشر الميلادي، إذ عاش فيها السكان، إلى ثمانينات القرن الماضي، وغادروها بحثاً عن بيوت عصرية، وخلال ال40 عاما الماضية، أتيح الموقع للزيارة، غير أن الأضرار البيئية أثرت في البنيان بشكل ملحوظ، ما أدى لإغلاقه وإعداد الخطط لإعادة ترميم البلدة لحمايتها للأجيال القادمة. ويؤكد العنزي إمكانية وصول الزوار إلى بلدة العلا القديمة للتنزه على طول طريق البخور المملوء بالفواكه و«الأكشاك» المليئة بمنتجات السوق، والتعرف على الحرف اليدوية واقتناء القطع الفنية والأزياء والهدايا التذكارية، والاستمتاع ببعض الوقت في المطاعم المنتشرة في المكان أو المقاهي التقليدية الممتدة على طول الطريق، ويستدرك العنزي: «ويجري حاليا إعداد جناح لمشاهدة العروض الحية للفنون والحِرَف القديمة، كما يمكن للزائر الاستمتاع بجولة في الشوارع المرممة التي تقود إلى قصر طنطورة والساعة الشمسية، ومسجدي الزاوية وحمد بن يونس، وصعوداً إلى القلعة لإلقاء نظرة على البلدة من أعلى، وللبيوت المحفوظة في الجهة الجنوبية».