ثمة قصص مجتمعية رأيناها الفترة الأخيرة، وهي أن بعض الأبناء يشعر بتأنيب الضمير تجاه والديه كبار السن، إذ يعتبرون أنفسهم أنهم قتلوا آباءهم بطريقة غير مباشرة حين لم يحثوهم على أخذ لقاح «كورونا» قبل الإصابة بالفايروس القاتل.. هذه مقدمة سريعة للدخول في هذه المقالة المكثفة. وزارة الصحة استخدمت كل الوسائل للتطعيم؛ بداية من انتشار مراكز اللقاح في كل الأنحاء إلى زيارات الفرق الطبية للمنازل لإعطاء اللقاح للمرضى وكبار السن. ولو نظرنا إلى العوائق أمام كل هذه الجهود لتكون نسبة المطَعَمين من كبار السن 100% لوجدنا الكثير من الأسباب، منها: اختلاف الثقافة تجاه الأدوية واللقاحات بشكل عام، وخوف البعض من اللقاح نتيجة للحملات المناهضة لإعطائه، واستجابة البعض لما يسمى ب«نظرية المؤامرة». وما أرغب التركيز عليه هو رفض كبار السن أخذ اللقاح، إما لعدم إدراكه لما يحدث حوله، أو أنه مغلوب على أمره أمام ذويه وأسرته، الذين لا يدركون مدى الخطورة البالغة في عدم أخذه اللقاح في ظل انتشار المتحورات الجديدة من الفايروس. يخطئ من يظن أن المسن طريح الفراش لا ينتقل إليه الفايروس، فهناك الكثير من نقاط الاحتكاك معه؛ ممن يعتني به ويقدم له الطعام ويساعده لدخول دورة المياه. إن قرار رفضك لتطعيم أحد والديك لن ينفع فيه الندم إن أصيب بالفايروس -لا قدر الله- وساءت حالته الصحية، أعد التفكير أكثر من مرة قبل أن تكون سبباً في موت أحد والديك.