تتعهد عضو الكنيست الإخوانية إيمان خطيب ب«المحافظة على دولة إسرائيل وقوانينها، وأداء مهامها الوظيفية على أفضل وجه».. وفي أداء قسم الولاء لدولة الاحتلال في التعديل المقترح «تتعهد عضو الكنيست بالولاء للدولة اليهودية الديمقراطية»! حَارَ الناس في تناقضات التنظيم المحظور الذي يقاتل إسرائيل في العلن، ويضخ في دماء دولتها رحيق شبابه وعجين كهولته وأنضر كوادره الوطنية. لم تأتِ الخطيب هكذا ب«البراشوت» إلى عمق الكنيست فقد عجم الإسرائيليون عودها، وأنبتوا في «الحركة الإسلامية الجنوبية» ألف زهرة منها. إيمان خطيب ياسين المولودة في بلدة عرابة البطوف في أكتوبر 1964 وانتخبت نائبة في الكنيست الإسرائيلي خلفاً للنائب المتوفى سعيد الخرومي فابتلع التنظيم الدولي للإخوان لسانه مثلما يبتلع مواقفه، فنذر للرحمن صوماً عن التعليق في هرولة كادره النشط إلى برلمان دولة الاحتلال وعن قسمها المغلظ في الدفاع عن الكيان المحتل في مفارقة لافتة للنظرية الإخوانية بإلقاء إسرائيل في البحر. أفاق التنظيم من صدمته أخيراً وتبرأ من فرعه داخل إسرائيل بقيادة منصور عباس. يقول التنظيم «هؤلاء لا ينتمون لنا فكرياً أو تنظيمياً» ولعلها محاولة للتجديف ضد تيار الحقيقة ومسعى خائب لغسل سمعة التنظيم المتحالف مع إسرائيل. واقتدت حركة حماس بالذرائعية ذاتها وتنصلت سريعاً من كرتها المحروق على الرغم من أن شواهد التاريخ والجغرافيا تؤكد أن التنظيم الدولي وربيبته حماس تعملان على برمجة المحيط الجغرافي للاعتراف بإسرائيل كدولة، والمفارقة المدهشة أن النائبة إيمان «ستعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية» انطلاقاً من مقعدها الأزرق من داخل الكنيست الإسرائيلي! عن العلاقات المتجذرة بين التنظيم الدولي وإسرائيل يقول الكاتب المتخصص في شؤون التراث الإسلامي الدكتور رشيد الخيون، إن «الإخوان المسلمين» ساهموا في قيام دولة الاحتلال بتهجير اليهود العرب من مصر وبلدان أخرى ولولا تهجير يهود مصر والعراق وتونس والمغرب واليمن والبلدان الأخرى العربية والإسلامية لما كانت إسرائيل، «في ليلة واحدة استقبلت إسرائيل 140 ألف يهودي من العراق، فيهم المهندس والطبيب وفيهم الكاتب والمؤلف والمعلم.. وجود إسرائيل ليس محسوباً على السياسيين فقط، وأيضاً بسبب الإسلام السياسي». أحسنت الدوائر الإسرائيلية استقبال إيمان خطيب، كنائبة فاعلة في الولاء لدولة الاحتلال وفي الدفاع عن قيمها، وترى عضو الكنيست أنها «فهمت الرسالة هذه المرة» وتنتظر النتائج طبقاً لحديث أدلت به للقناة 12 الإسرائيلية. وضعت النائبة «إخوانها» في التنظيم بين قطبي الرحى في المزايدة بالقضية الفلسطينية والاتجار بشعارات الجهاد والتلاعب بالمشاعر القومية والتنسيق مع «العدو» على صعيد السياسة والاقتصاد. وبدا التنسيق لافتاً في مايو الماضي إذ حرصت إسرائيل على عقد اتفاق مع حماس حول ملفات شائكة لم تفصح عنها دولة الاحتلال، ولم تنقطع حبال العلاقات الثنائية بين الكيان المحتل وحماس حتى في زمن الجائحة إذ رفدت إسرائيل القطاع بكميات معتبرة من اللقاحات المقاومة وهو أمر حتماً ستقابله عضو التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين إيمان خطيب بالثناء والترحاب من داخل مقعدها الأزرق في كنيست دولة الاحتلال.. الخطيب ليست مجرد «محجبة» كما حاولت دوائر التنظيم الترويج في محاولة للتبرؤ من كادرها النشط.. إنها إخوانية مدرسة الهتافية والتربح بالشعارات.