مع عودة المعلمين والمعلمات لمدارسهم غداً (الأحد)، استعدادا للعودة الحضورية للدراسة بعد انقطاع دام لأكثر من عام، بدأ العد التنازلي لبدء سنة دراسية استثنائية بجميع المقاييس في 29 أغسطس، من الفصول الدراسية الثلاثة مروراً بالمناهج الجديدة وانتهاء بشرط التحصين للحضور للمرافق التعليمية. وفيما بلغت نسبة طلاب وطالبات التعليم العام ممن تجاوزوا 12 عاما الذين تلقوا لقاح كورونا 96%، تبرهن تلك النسبة العالية على مستوى الوعي العالي والثقة المجتمعية في الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية في المملكة للعودة الحضورية للدراسة. وعلى رغم فاعلية التعليم عن بعد الذي كان خيارا لا مناص عنه في السنتين الماضيتين وسط ظروف فرضتها جائحة كورونا، يؤكد خبراء أن التعليم الحضوري في المدارس يسهم في زيادة التفاعل بين الطلاب ومعلميهم والبيئة التعليمية، إذ تعد المدرسة مكانا يتمكن فيه الطلاب من التفاعل مع أقرانهم. وليست المملكة بمعزل عن بقية دول العالم التي أقرت العودة الحضورية للطلبة المحصنين، إذ اعتمدتها دول أخرى أيضا في مقدمتها أمريكا وبريطانيا والصين وغيرها. وعملت وزارة التعليم جاهدة على إتمام الترتيبات اللازمة للعودة الحضورية، وحث الطلبة المؤهلين على استكمال جرعات التحصين لدخول المدارس. وأقرت الوزارة بروتوكولات صحية بالتعاون مع هيئة الصحة العامة (وقاية) لضمان سلامة الطلبة والكادر التعليمي والإداري في المدارس. ويؤكد وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ أن هناك اشتياقاً لدى الطلبة للعودة للمدرسة، كجزء مفقود من حياتهم بسبب جائحة كورونا، والرغبة القوية من أولياء الأمور بانتظام حياة أبنائهم من خلال المدرسة، متمنياً التوفيق للجميع مع بداية العام الدراسي، وثقته بصناعة قصة نجاح جديدة في التعليم. واشترطت وزارة التعليم على الطلبة الذين أكملوا 12 سنة ميلادية الحصول على جرعتين للحضور للمنشآت التعليمية، ومن لم يكمل التحصين بجرعتين سيتم اعتباره متغيباً حتى استكمال التحصين بجرعتين، داعياً الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم والمعلمين والمعلمات إلى المبادرة لأخذ اللقاح؛ حرصاً على سلامتهم وسلامة أسرهم ومجتمعهم من تبعات هذه الجائحة، وحتى نحقق جميعاً عودة آمنة لمدارسنا عاجلاً.