ثمة عيوب تقبل وتبلع وتجعل مجالاً للتعايش بيننا رغم وجودها.. وهناك عيوب لا تُقبل ولا يتم التقارب الإنساني معها أو حتى المعرفي، والنفور هو ردة الفعل لهذه العيوب، وإن كان من الأقربين. التدخل في شؤون الآخرين، وتنصيب البعض نفسه أنه المسؤول عنك، وبعضهم معرفتك به سطحية، فيتدخل ويسأل عن أدق تفاصيل حياتك وكأن له الأحقية؛ عن العمل، الدراسة، الأسرة، الزواج، الأولاد، وأكلك المفضل، والشهادات، حتى الروضة التي درست فيها.. من أنت لتسأل عن أمور شخصية وبأي صفة؟، ومن الذي أعطاك هذا الحق؟، وما الفائدة التي ستجنيها؟.. فهل تعتبره ذكاء منك، أم تريد أن ترضي حشريتك أيها «الحشري»؟.. لذا لا تتقمص دور المحقق «كونان». تعلَّم أيها «الحشري» أن وجودك في حياة الآخرين كبائع «المسك» إن تعطر منه الناس اشتموا رائحة طيبة.. وتعلَّم الرقي في تعاملك مع الآخرين، والوقوف بعيداً عن التدخل في شؤون الناس.. وتأكد أن حياة الآخرين خطوط حمراء، وأن ما يكون في حياتهم من أمور مفرحة ومحزنة لن تضرك ولن تنفعك ولن تضيف لك فائدة.. ومن الأفضل الاشتغال بنفسك وترك الخلق للخالق. أرجو أن تصل الرسالة لأولئك المتعبين لأنفسهم ولغيرهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).