تعاني الكثير من الزوجات من التصرفات السلبية ل»الحماة» -أم الزوج-، سواء من حيث مراقبة تصرفاتها، أو حتى تحركاتها، وقد يتجاوز الأمر إلى أن تتدخل في شؤون حياة الزوجين، على اعتبار أن بعض «الحماة» مازالت تنظر لابنها على أنه الطفل الصغير الذي يحتاج إلى مراعاة دائمة، ولا يُمكن أن تتنازل عنه لصالح امرأة جاءت من خارج المنزل، وهو ما يجعلها «شديدة الغيرة» والسؤال عنه، لتكون الضحية حياة الزوجة مع شريك حياتها. وعلى الرغم أن بعض الأمهات هن من يخترن الفتيات لأبنائهن، إلاّ أنه بعد إتمام الزواج تبدأ بعض «المناوشات» من قبلهن تجاه الزوجات، مما يخلق أجواء متوترة وحساسة، وهو ما يجعل الشاب في حيرة من أمره، فلا يستطيع أن يميل إلى إحداهن، فهذه والدته والأخرى زوجته، ليُسلّم بالحل الوحيد وهو الخروج من منزل والده والمغادرة، حتى يستطيع المحافظة على ما تبقى من مودة بين الطرفين، وهنا قد تجد الزوجة راحتها وسعادتها، إلاّ أن قلب الأم سيتألم جراء خروج ابنها بعيداً عنها. وتبقى «الزوجة الذكية» هي من تحول السلبيات إلى إيجابيات وتكسب الود بتقديم التنازلات، حيث لا يُعد ذلك ضعفاً، بل تقديراً لوالدة زوجها، فهي في النهاية ستكون «جدّة» أبنائها، ولابد أن يكون لها الاحترام، كذلك من المهم أن تعامل الزوجة أهل زوجها بطرق حسنة، وأن تتقبلهم بعيوبهم ومحاسنهم، أملاً في الوصول إلى حياة سعيدة بعيدة عن المشاكل والعراقيل. تدخل كبير وقالت «غادة صالح» -متزوجة منذ عقدين من الزمن-: إنها تعاني نوعاً ما من أم زوجها، فهي متسلطة كثيراً وتتدخل في كل شيء في حياتها، بل وفي كل صغيرة وكبيرة بينها وبين زوجها، حيث أن الرأي الأخير لها، مضيفةً أنه خفّت حدة معاناتها بعد أن وفقهما الله في الخروج من منزل والد زوجها، حيث استقلوا في شقة منذ أكثر من عام، مبينةً أنهما يتعرضان أحياناً لتدخل غير مباشر من والدته، مؤكدةً على أنهم يعيشون سعداء بعيداً عن المشاكل التي كانت تخلقها والدته بقصد أو بدون قصد، مشيرةً إلى أنه على الرغم مما كانت تفعله بها مازلت تحمل لها كل تقدير، فهي قبل كل شيء أم زوجي. «الزوجة الذكية» هي من تحول السلبيات إلى إيجابيات وتكسب الود بتقديم التنازلات نِعم الحماة وأوضحت «هند فايز» أن أم زوجها هي بمثابة والدتها وكلمة حق فهي «نعم الحماة»، مضيفةً أنها لم تر منها إلاّ كل ما يسر ويبهج، حتى أنها تشعرها بأنها والدتها، مبينةً أنه على الرغم من مرور تسعة أعوام على زواجها من ابنها لم يحدث أن كدرت خاطرها في شيء، حيث أقامت في منزلها خمسة أعوام وكانت تعاملها معاملة محترمة، مؤكدةً على أنها سمعت الكثير قبل زواجها وبعده عن مشاكل «الحموات» ومعاناة زوجات أبنائهن منهن، لكن لم تجد ما سمعته في أم زوجها، وكما يقال ليست الأصابع مثل بعض، وربما هي محظوظة بحماة رائعة حفظها الله. اهتمام مبالغ وأكدت «سليمة يوسف» على أنها حريصة على خدمة زوجها وإسعاده، إلاّ أن والدته يبدو أنها مازالت تشعر أنه طفلها الصغير يجب تدليله، بل وتراه وكأنه الصغير الذي لابد من إطعامه وحشو جيوبه بالحلوى، ومنحه النقود والإفراط في دلاله، مضيفةً أن هذا شيء جميل جداً ومؤثر إلاّ أن ذلك على حسابها كزوجة، فتراها تقول: «ابني يحب يأكل كذا، لا تنسين تعملين كذا»، أو «تراه يحب الأكل بهذه الصورة»، مبينةً أنها هي من اختارتها لتكون زوجة له، لكنها تتمادى دائماً في حشر نفسها في كل جوانب حياتها، حتى أنه عندما حملت صارت جل وقتها تتابعها في كل صغيرة وكبيرة، ويبدو أنها تريد أن تتحكم في الجنين من الآن، وأن تمارس عليه سلطتها وتهيمن عليه كما فعلت في والده، متأسفةً على أن أم زوجها بدأت تقول: «عندما يكتب الله ويأتي الحفيد سوف أرعاه كما فعلت مع أبوه»، مشيرةً إلى أن زوجها بدأ يلاحظ تصرفات والدته وراح ينبهها أن الحياة تغيرت، وضروري أن يعيش مع زوجته حياتهما بدون أي وصاية واهتمام مبالغ فيه. غيورة جداً وقالت «خديجة سالم»: إن أم زوجي -حماتي- غيورة جداً، ولست أعرف لماذا؟، فهي تلاحظ ما ألبس وتسألني عن عطوري وأشيائي الخاصة، حتى أدوات «مكياجي» سرعان ما تتفحصها عندما تدخل غرفة نومي، مضيفةً أنها تقيم في منزل والد زوجي منذ أربعة أعوام، حتى استطاع زوجها إقناع والده بأن يسكن خارج منزل الأسرة، رغبةً منه في أن يأخذ حريته؛ لأنه في الأخير لاحظ مدى غيرة والدته، التي تفجرت بعد زواجها من ابنها، لافتةً إلى أن الأمر تعدى الحدود بأن بدأت تشتري ملابسي الخاصة وفساتيني رغم أنها في الخمسين من عمرها. الخروج مع والدة الزوج يزيد من التفاهم والاحترام نوع مختلف وأوضحت «عائشة حسن» أن حماتها من نوع مختلف، فهي المرأة التي حُرمت من الحُب الزوجي الكامل، فعوضت ما افتقدته من حبها في ابنها لتتنازع معها كعروس العواطف، فباتت ضرتها غير المباشرة، مضيفةً أنها شعرت بنظراتها واهتماماتها وتوددها لابنها، وكأنها حرمت من شيء ما، كذلك هي تحاول أن تسيطر على ابنها رغم كونه بات رجلاً ولديه أولاد، مؤكدةً على أنه استطاعت أن تتقبل هذه الأم بطبيعتها احتراماً لزوجها ولأولادها، وبحكم أنها تعرف أن بعض أمهات الزوج لديهن طبيعة خاصة ليس في مجتمعنا، ولكن في مختلف المجتمعات في العالم. تُضخم الأخطاء وأكدت «عفاف مبارك» -زوجة شابة لم يمض على زواجها إلاّ عامان- على أنه حماتها مريضة نفسياً، ولا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، كثيرة المناكفة والمشاكل لأتفه الأسباب، وكثيراً ما أفسدت أجواء المنزل والحياة فتعكر المياه ويصعب التفاهم معها، مضيفةً أنه حتى ابنها نفسه لمح أكثر من مرة أن والدته عصبية وتتدخل في أمور لا تعنيها، لكن ماذا يفعل؟، هكذا هي والدته، مبينةً أنها طيبة لكنها تُضخم الأخطاء، في حين أن التهوين من شأنها هو المطلوب في الحياة، مشيرةً إلى أنه ذات مرة كأس «الشاي» على السجادة، وفجأة صرخت بصورة غير متوقعة ومخيفة، ولولا أن ابنها كان موجوداً وراح يعاتبها بأن ما وقع بالإمكان تنظيفه ومسحه ولا يستدعي الأمر أن تحرق أعصابها لمجرد كأس شاي وقع على السجادة، ذاكرةً أنها لم تتردد في الذهاب إليها وتقبيل رأسها، ثم تقديم الاعتذار لها!. وسواس النظافة وذكرت «جميلة علي» أن حماتها طيبة جداًّ، إلاّ أنها تعاني من «الوسواس»، فهي تدقق في كل شيء، ولابد أن يكون نظيفاً، بل إن أكثر من خادمة تركت العمل في منزلها نظراً لما تعانيه من أعراض فرط حساسية في النظافة، مضيفةً أنها تتدخل في جودة الطعام وأهمية المقادير وسرعان ما تتمنى تطبيق ما تسمع أو تقرأ في الصحف، خصوصاً الصفحات الطبية والصحية لذلك تشعر هي بالقلق لفرط وسواسها الجنوني، متسائلةً: ما العمل؟، هي أم زوجي الغالي ويجب مسايرتها رغم أنها صعبة المراس، مبينةً أنها تتقمص شخصية الطبيبة أو الممرضة التي تفهم كل شيء في مجال الطب والصحة، لافتةً إلى أن ابنها أُصيب بالتهاب في جلده خلال لعبه في صالة المنزل، وراحت تعاتبهم بأنهم لا يهتمون بنظافة المنزل. وأضافت: لم نأخذ بكلامها في تغيير السجاد الى «الباركية» أو «السيراميك» من أجل أن تُغسل الصالة وتُطهر يومياً، حتى لا تتراكم الجراثيم، مبينةً أنها في بعض الأحيان تكاد تفقد أعصابها، لكن أوكلت أمرها لله الحي القيوم، ولابد من الصبر، فهذه طبيعة الحياة. عالم جديد وتحدثت الأستاذه «ماجدة اليوسف» -أخصائية اجتماعية- قائلةً: يجب أن تعلم كل زوجة شابة أن الحياة الزوجية تحمل الكثير من الأشياء والمستجدات، فهي سوف تدخل عالم غير الذي كانت تعيش فيه، زوج لأول مرة تتعرف عليه وعلى والدته وشقيقاته وأخوانه، وبالتالي يجب أن تعلم أن لكل واحد منهم حياته وصفاته التي قد تختلف كثيراً عنها، مُشددةً على أهمية أن تسعى لتقبل الأمر بصدر رحب، مما تشاهده من تصرفات أو ردود أفعال أو حتى وجود بعض المشاكل الوقتية، مبينةً أن على الزوجة تقبل الواقع الجديد الذي كتبه الله لها، ولابد أن تقدم تنازلات من أجل حياة سعيدة وكريمة. طرق حسنة وأوضحت «ماجدة اليوسف» أنه من المهم تعامل الزوجة مع الحماة بطرق حسنة، وكذلك مع أهل زوجها، وأن تتقبلهم بعيوبهم ومحاسنهم، مضيفةً أن الزوجة الحكيمة هي التي تستطيع تحويل السلبيات الى إيجابيات وتكسب ود حماتها، وإلاّ ما فائدة ما تعلمناه؟، مبينةً أن أم الزوج وبحكم أنها كانت قبل زواجه تشعر بوجوده معها, وأنه مازال طفلها، بل الجنين الذي حملته تسعة أشهر، فهي مازالت تنظر دائماً إلى ابنها وكأنه الصغير الذي يحتاج إلى عناية، مشيرةً إلى أن الحماة تنظر إلى زوجة ابنها بأنها المرأة التي استطاعت أن تستولي عليه وتحتفظ به بعيداً عنها، بل إن هناك من تتصور أن زوجة الابن ضرتها الجديدة التي خطفت ابنها، مع أنها كانت وراء هذا الخطف الذي أحله الله.