في خطوة قد ترسخ مبدأ «العمل من المنزل»، الذي نجم عن تفشي وباء كورونا؛ تخطط الحكومة الأسكتلندية لتحفيز أي شخص راغب بالانتقال للإقامة في الجزر الأسكتلندية النائية والعمل من منزله هناك بمبلغ 50 ألف جنيه إسترليني. وتعتبر الجزر الأسكتلندية البعيدة من أجمل الأماكن في العالم، من حيث المناظر الطبيعية، ومياه البحر الزرقاء، والهواء العليل. ويبلغ عدد تلك الجزر 93 جزيرة، تعاني من قلة عدد السكان، ونزوح عدد متزايد منهم إلى المدن، بحثاً عن فرص وظيفية أفضل. ومعظم تلك الجزر ظل مأهولاً منذ العصر الجليدي الأوسط. لكن بعضها يعيش على مدخول السياحة، حيث توجد فيها حقول لرياضة الغولف. ومنها جزيرة كمبراي الكبرى، التي توجد فيها مدرسة ابتدائية، ومكتب للبريد. وتخدمها عبّارة تقوم برحلتين يومياً. ولا يزيد عدد سكانها حالياً على 177 شخصاً. أما جزيرة أيونا فهي صغيرة؛ إذ لا يتعدى عرضها 2.4 كليومتر، وطولها 4.8 كيلومتر. ويعتقد أن عدد سكانها 120 شخصاً. وفي جزيرة جورا يصل عدد السكان إلى 196 شخصاً يقومون بتربية نحو 5 آلاف «غزال». واستمدت هذه الجزيرة شهرتها باعتبارها مسقط رأس الكاتب الشهير جورج أورويل، حيث أنجز فيها روايته الأشهر «1984». ويقول الخبراء الأسكتلنديون إنه لم تعد هناك مشكلة من الموقع القصي لتلك الجزر، طالما أنها تتمتع بخدمة إنترنت، واتصالات جيدة، تجعل من ينتقلون للعيش فيها قادرين على العمل من منازلهم، والاستمتاع برمال الشواطئ الناعمة، والمياه الزرقاء. وتتوافر لمعظم هذه الجزر خدمة عبّارات جيدة خلال أشهر الصيف. أما في الشتاء فإن سير العبّارات يتوقف على حال الطقس في البحر والبر. فهل إذا تم دحر كوفيد-19 خلال الفترة القريبة القادمة ستحقق أسكتلندا هدفها بتعمير جزرها النائية، مستفيدة من القبول الذي لقيه «العمل من المنزل» خلال الوباء العالمي؟