جدد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى في كلمته الافتتاحية، التأكيد على أنه ليسَ بَيْنَ السُّنةِ والشيعة إلا التفاهُمُ الأخوي والتعايُشُ الأمثل، والتعاوُن والتكامل في سياق المحبة الصادقة، مع استيعاب الخُصُوصيةِ المذهبيةِ لكلٍّ مِنْهُمْ في دائرة دينِهِمْ الواحد. وأضاف «ليس هناك من شيءٍ آخَرَ إلا ما دار ويدور في خيال الطائفية المقيتةِ المَرفُوضةِ من الجميع، التي هي وبالٌ على نفسها قبل غيرها، مع أهمية تنبيهِ الآخرينَ بأنها لا تعدو أن تكونَ لفيفاً دخيلاً على قِيَم الدين والوطن، استنكفتْ عن سماع الحق فَصَدَّتْ عَنِ السَّبيل، وبخاصة من انْزَلَقَ مِنها في متاهة التكفير والصدام والصراع».وقال: «في هذه الرِّحاب الطاهرة، إِخْوَةُ الدين، إِخْوَةُ الرسالة والقيم والأهداف.. جاؤوا من بلد عزيزٍ، تَجَذَّرَ في الرُّسُوْخ مَجدُّه، وتَخَلَّدَ في فُصُول التاريخ ذِكْرُه، من عِرَاق العُروبة والإسلام والإنسانية، عِراقِ التَّنَوُّعِ، والتعددِ بأُنْمُوذَجِهِ الحضاري المُلْهِم.. جاءت بهم فضائلُ الإسلامِ بِنَفَحَاتِ أُنْسِها، ونُبْلِ مقاصدها، وهم الكوكبة العلمية بما تُمثله في فَضَائِها الرحب والحاضن من مرجعيةٍ تستحقُ من الجميع التقديرَ والحفاوةَ والتثمين». وخاطب العيسى كبار العلماء والمرجعيات الدينية العراقية قائلاً: «نعم؛ كلُّ علمٍ وفكرٍ يَجمعُ ولا يُفَرِّقُ، ويؤلِّفُ ولا ينفِّرُ فهو عِلْمٌ نافعٌ يُحْفَل به، وأنتم أحق به وأهلُه، وما اجتمعت هذه الأرواحُ المتآلفةُ براسخ عِلمها وفهمها إلا تَيَمُّنَاً وأُنْسَاً بنَفَحَاتِ الرحاب الطاهرة التي تشرفت المملكةُ بخَدَمَاتِها المشهودةِ، كما تشرفت ببذل المساعي لما فيهِ خيرُ الإسلامِ والمسلمينَ والإِنسانيةِ جمعاء، فأجزل اللهُ المثوبةَ لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد على ما قدما، ويُقَدِّمَان من ذلكم الخير». ونوّه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، بالخطوات الحثيثة للحكومة العراقية في ازدهار ورفعة صَرْحِ العِرَاقِ الكَبير، مُعَزِّزَةً المفهومَ الشاملَ للهُوية الوطنيَّة في الوِجْدان العراقي، مؤكداً أن الهُوية صرح ثابِتٌّ راسخٌ لا يتغير، لكنَّ الخروجَ عن جادة اعتدالها وسماحتِها خطأٌ بيِّنٌ في المنهج، وهو كثيراً ما يتردَّى إلى ضلالٍ يتعدى دائرتَهُ الضيقةَ وخطرَهُ المحدودَ ليَتَخَطَّفَ كُلَّ عاطفةٍ مجردةٍ عن الوعي. و أكد وزير الأوقاف في إقليم كردستان الدكتور بشتوان صادق عبدالله، أن حكومة العراق لم تدخر جهداً في بناء العراق الجديد، وأسهمت في كتابة الدستور الذي ضمن حقوق جميع المكونات. وأوضح أن كردستان كانت ولا تزال الملاذ الآمن للجميع؛ لما تمتعت به من عيش كريم وتعايش سلمي واحترام كافة حقوق الأديان والمذاهب.من جانبه، أكد العلامة أحمد حسن الطه كبير علماء المجمع الفقهي العراقي، أن النصوص الشرعية تؤكد أن السلم المجتمعي واجب شرعي، ومطلوب منا جميعاً الدخول فيه. ونوّه بجهود المملكة في تعزيز السلم الإقليمي والدولي ومحاربة التطرف، «وخير شاهد على ذلك وثيقة مكة (في عام 2006) لأجل إيقاف نزيف الدم في عراقنا الجريح». وتمنى المشرف على معهد المعلمين للدراسات العليا المتحدث بالنيابة عن المرجعيات الشيعية محمد علي محمد علي بحر العلوم أن يكون في اللقاء تحقيق لبنة ولو صغيرة في بناء تاريخنا وأمتنا ومجتمعنا.. نحمل هم العراقيين، هذا الهم الذي يسكن في قلوب الجميع، هذا هو الهم الذي يحملنا مسؤولية رفعه ومسؤولية معالجته». وفي السياق، نوه رئيس ديوان الوقف الشيعي الدكتور حيدر حسن جليل الشمّري، إلى أن «علماء الإسلام تواقون لمبادرات الرابطة وهم يؤكدون قدرتهم على تحقيق البرامج وتنفيذ الأهداف التي تعلنونها. أما رئيس ديوان الوقف السني الدكتور سعد حميد كمبش فقال: «إن رابطة العالم الإسلامي التي كانت حريصة على وحدة الصف ووحدة الكلمة لترسيخ الأخوة الإسلامية خاصة في العراق.. ولا ننسى جهود المملكة لخدمة العالم الإسلامي عامة والشعب العراقي خاصة». من جهته، أوضح رئيس اتحاد علماء إقليم كردستان العراق الدكتور عبدالله سعيد ويسي، أن العراق اشتهر بأنه بلد الحضارات والعلم والعلماء، و«إخوانكم في كردستان كانوا سباقين لكل خير بالرغم من التنوع القومي والديني والمذهبي، حتى أصبح مثالا يحتذى به على جميع الأصعدة».