أكتب هذا فقد يكون مفيدا في طموحه الجبار رغم أنه حديث عن جامعة غير مصرية. بالصدفة منذ شهرين وصلني من الكاتب والصحفي السعودي الكبير علي إدريس عددان مخصصان لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، وهو اختصار ل King Abdullah University of Science and Technology. أو جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا. الذي جذب انتباهي هو ما أراه من تقدم في الحياة السعودية، ومستوى التقدم العلمي والثقافي لكثير من شبابها، سواء على الميديا أو من قابلتهم من الشباب والكبار في مصر وخارجها. عرفت أيضا أنهم شاركوا في معرض القاهرة الدولي للكتاب بطاقم عمل نشط بينهم الكاتب الصحفي علي مكي إدريس الذي لا يتوقف عن النشاط. بتصفح المجلتين أحببت أن أرد شيئا قليلا من المتعة التي حصلت عليها. فهي جامعة لها برنامجها في التقدم الوطني الاستراتيجي منذ عام 2010، ترعى المواهب بها من الجنسين ولها أنشطة متميزة تتعلق بالتنمية الوطنية والاستثمار البشري من المرحلة الثانوية إلى ما بعد الدراسات العليا، تدعيما لجيل قادم يقود البلاد، وضمان فرص عمل ناجحة لهم. تم بها تأسيس برنامج التقدم الوطني الاستراتيجي من أعضاء في الداخل والخارج على مستوى العالم. يضيق المقال عن أسماء الباحثين والعلماء السعوديين والأجانب من كل الدنيا مثل «توني تشان» رئيس الجامعة و«كارلوس دوارتي» أستاذ العلوم البحرية و«سليم البيلي» أستاذ علم النباتات و«مجدي محفوظ» الأستاذ المشارك في الهندسة الحيوية و«بيير ماجيستريتي» مدير مبادرة الصحة الذكية وكثيرين جدا في كل المجالات. من برامجها برنامج عنوانه «ضمان النجاح»، يقوم على العمل التطوعي بالجامعة والقرى المجاورة، كما أن بها قسم الابتكار الذي من أهم وسائله تعظيم مساهمات الجامعة في تنويع مجالات الاقتصاد في المملكة، ليكون اقتصادا يستند على المعرفة والتعاون الصناعي وتمويل الشركات الناشئة بأبحاثها. ومن أهم أقسامها قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية، قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية، قسم العلوم والهندسة الفيزيائية. ومن مراكزها مركز الأغشية والمواد المسامية المتقدمة، مركز الزراعة الصحراوية، مركز أبحاث البحر الأحمر، مركز الطاقة الشمسية، مركز «علي النعيمي» لأبحاث وهندسة البترول وغيرها كثير. ومن مختبراتها مختبر الكيمياء التحليلية، مختبر العلوم الحيوية، مختبر الموارد الساحلية والبحرية، المختبر الرئيسي لتصنيع النانو، المختبر الرئيسي للحوسبة الفائقة، وغيرها كثير أيضا. تُوفر لمختبراتها ومعاملها أحدث الأجهزة العلمية. يقوم أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بنشر نتائج أبحاثهم الابتكارية واكتشافاتهم في أفضل المجلات العلمية والدوريات العالمية الرائدة في العلوم والهندسة. من أعمال «كاوست» توقيع مذكرة أبحاث مع شركة مشروع البحر الأحمر للتطوير، وتعاونها مع مشروع نيوم لإنشاء أكبر حديقة مرجانية في العالم، وخفض انبعاثات الكربون وإعادة تدويره من خلال مبادرة كاوست للاقتصاد الدائري للكربون. كذلك تطوير تحويل البترول إلى عناصر كيميائية مختلفة وجديدة بهدف إنتاج البتروكيماويات في خطوة واحدة.. من أبحاثهم الهامة جدا لكل البشرية زراعة الأرز في الصحراء، وتعمل هذه الأبحاث لتأمين التغذية المستدامة لعشرة مليارات نسمة، كما أجرت وتجري أبحاثا واختبارات لابتكار تشخيص سهل الاستخدام لفايروس كورونا، وتتعاون معها كبرى المستشفيات، مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي، كما يضعون برنامجا لتحسين أنظمة التبرع بالكلى مع ضمان أكبر عدد ممكن لعمليات الزرع. كذلك برامج مستحدثة لحماية بيانات البشر الإلكترونية. كل يوم يتم ترسيخ مكانة كاوست كمركز عالمي للتميز البحثي بحيث صارت الجامعة قِبلة لكل الباحثين في العالم وتستمر. لقد بدأت كاوست كحلم بتشييد صرح يكون قلب الابتكار يتقدم ويتسع كل يوم.. بإبهار فائق.