تسبب الفشل الذريع الذي منيت به حركة النهضة التونسية، المنتمية لتنظيم الإخوان، منذ تسلمها مقاليد حكم تونس، في احتجاجات متتالية واضطرابات عمت أنحاء البلاد نتيجة لتردي الأحوال المعيشية وانتشار البطالة وإصابة المواطنين بالإحباط بعد أن وعدتهم الحركة بأنها قادرة على انتشال البلاد من حالة الفوضى، فيما تواجه الحركة التي يتزعمها راشد الغنوشي رئيس البرلمان الكثير من الانتقادات، ووصل الأمر إلى مطالبة أعضاء بالبرلمان التونسي بالتوقيع على لائحة تستهدف سحب الثقة من الغنوشي وعزله من منصبه. وكشف تقرير لمؤسسة «ماعت» للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بالقاهرة، أن حركة النهضة الإخوانية في تونس تشهد حالة من الاضطرابات العديدة، ومنيت بخسائر كبيرة نتيجة لما بدر منها خلال الفترة الماضية، إضافة إلى أن راشد الغنوشي رئيس الحركة جعل حزبه ملكا له وأحاط نفسه بالأقارب ومن بينهم صهره، وهو ما أثار حالة من التفكك الداخلي في الحركة الإخوانية، فضلاً على أزماتها المستمرة مع المعارضين في الشارع التونسي الذي يرفض أي تواجد للحركة، وسط تصاعد الأصوات الرافضة لاحتكار السلطات داخل الحزب. وأوضح التقرير أن الإشكالية الخاصة بحركة النهضة تتمثل في الولاء، لكونها تعمل لصالح أجندة التنظيم العالمي للإخوان وليس وفق أجندة وطنية، ويغيب عن أدبياتها مفهوم الدولة وقيم الوطنية، وعندما وصلت إلى صنع القرار السياسي في تونس إبان الانتخابات التي جرت عقب 2011 لم تقدم أي جديد للسياسة التونسية، ولم تتمكن من تحقيق أي نجاح في إدارة الدولة، بل كانت وما زالت عبئا على الدولة، وتعمل فقط لمصالحها الشخصية، كونها تفتقر للأدوات التي تمكنها من إدارة الدولة أو تشكيل الحكومة. وأكد التقرير أن حركة النهضة في تونس هي سبب رئيسي في جميع مشاكل البلاد، ومصرة على المضي قدماً للسيطرة على كل مفاصل الدولة وأخونتها وتسليم البلاد إلى التنظيم الدولي للإخوان، لافتاً إلى تكاتف الشعب التونسي لمواجهة «أخونة البلاد» وحركة النهضة وأذنابها في الداخل والخارج.