اتهمت حقوقيات ومعتقلة يمنية سابقا في ندوة أقيمت في مركز المؤتمرات في العاصمة السويسرية جنب أمس (الإثنين) مليشيا الحوثي باختطاف وتعذيب 1181 امرأة في سجون سرية، مستعرضات في ندوة بعنوان «أوضاع المرأة اليمنية في ظل الانقلاب.. انتهاكات واعتقال وتنكيل» جرائم المليشيا ضد النساء. وافتتحت رئيس تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن الدكتورة وسام باسندوة الندوة باستعراض الوضع الإنساني الذي تعيشه المرأة في اليمن في ظل الاعتقالات الحوثية والجهود التي تبذلها المنظمات لإيصال صوتهن إلى أروقة مجلس الأمن، مؤكدة أن الحوثي يستنسخ خططه من ملالي طهران. فيما رأت رئيس تحالف نساء من أجل السلام في اليمن نورا الجروي أن جرائم الحوثي تجاوزت كل القوانين الدولية التي تؤكد على حماية النساء في النزاع والحرب، موضحة أن أحكام الإعدام الجائرة ضد النساء تشكل أكبر انتهاك وآخرها الحكم بإعدام أسماء العميسي والحقوقية زعفران زايد. واستعرضت الجروي تقريرها الذي أعدته منظمتها بالتعاون مع تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن ومنظمة الاتجار بالبشر إذ أكدت أن هناك 1181 معتقلة في سجون الحوثي منهن 274 حالة إخفاء قسري، 292 معتقلة هنّ من الناشطات والحقوقيات ومن قطاع التربية والتعليم، و246 حالة من العاملات في المجال الإغاثي والإنساني. وأشارت إلى أن فريقهم وثق 71 حالة اغتصاب و4 حالات انتحار، مشيرة إلى أن عدد المعتقلات تحت سن 18 أكثر من 293 معتقلة، وهناك عشرات الحالات للأطفال من الذكور والإناث تم احتجازهم مع أمهاتهم في المعتقلات، منددة باستهداف الأقليات من البهائيات واليهودية والمسيحية. وطالبت الجروي المجتمع الدولي بالضغط على مليشيا الحوثي لإطلاق سراح جميع السجينات وتصنيف الحوثي جماعة إرهابية وفتح تحقيق دولي وتوفير برنامج حماية للناجيات من سجون المليشيا. بدورها، استعرضت مدير قسم النساء في السجن المركزي بصنعاء، (معتقلة سابقا في سجون الحوثي) فوزية أحمد شهاداتها تجربتها كمسؤولة سجن إذ قالت: عملت في السجن المركزي منذ 18 سنة إلى 2019 بعد انقلاب الحوثي تم تغيير النظام والقوانين واللوائح وتغيير كل شيء ومنع المنظمات ومنع توكيل محامين للسجينات وفرض توكيل المحامي عبرهم، مضيفة: بعد وفاة الرئيس السابق صالح تم بناء سجن داخل سجن النساء يتم فيه سجن النساء بصورة غير رسمية دون أي أوامر أو بيانات ويتم وضعهن في السجون السرية حيث يتم اختطافهن من الشوارع والأماكن العامة. واشارت إلى حبس نساء حوامل ومرضعات حرمن من أبسط الحقوق كالمواد الغذائية والحليب ومنع دخول مستلزمات الأطفال ومنع الزيارات والتواصل مع الأهالي ويتم أخذ أطفال السجينات إلى الجبهة ويتم إجبار السجينات على الخروج يوم الجمعة إلى قبر والد زعيم المليشيا بدر الدين الحوثي للتكفير عن جريمتها وتطهيرها على حد زعمهم. وأشارت إلى أن النساء والفتيات يتعرضن للتحقيق في منتصف الليل من قبل محققين حوثيين ملثمين لا نعرف من هم ويتم تعذيب السجينات وفي السجن الانفرادي تحرم النساء من الأكل والزيارة حتى من رؤية أطفالهن، مبينة أن المليشيا غيرت الصلوات الرسمية وفرضت صلاة جديدة على السجينات وأجبرتهن على حضور دورات طائفية. وأوضحت فوزية أنها تعرضت للاعتقال مع أطفالها لمدة 3 شهور بسبب أنها أخبرت إحدى الأمهات أن ابنتها معتقلة بسجن خاص، مبينة أن عدد الأطفال في السجن السري أكثر من 30 طفلا وفي السجن العام 40 طفلا. من جهتها، اتهمت رئيس منظمة الكرسي المكسور لضحايا الألغام في اليمن أروى الخطابي مليشيا الحوثي بإصدار أكثر من 13 نوعا من القرارات التى تقيد المرأة وتنتهك حقوقها وكرامتها منها الحرمان من الحقوق الأساسية وفصل عدد كبير من الموظفات والعاملات في القطاعين الحكومي والخاص، مؤكدة أن ذلك لا يختلف عن ممارسات تنظيم داعش الإرهابي. وأشارت الخطابي إلى أن المليشيا قبل أيام شكلت مليشيا تحت اسم كتيبة البتول هدفها مراقبة النساء في الأعراس والإشراف على حفلات الزفاف ومصادرة حقوقهن إذ تدرب تلك الكتيبة النسائية الحوثيات أم عقيل الشامي وأم محمد جحاف، منددة بالأحكام الصادرة ضد الناشطة زعفران زايد رئيس مؤسسة تمكين المرأة اليمنية وزوجها الناشط الحقوقي فؤاد المنصوري. من جهتها، وصفت المحامية والمختصة في شؤون الأمن القومي إيرينا تسوكرمان الحوثيين بالأكثر جرأة في تصديهم للحقوق والحريات الأساسية للمرأة وممارسة وسائل مختلفة. وقالت إيرينا: إن أيديولوجية الحوثي ليست جديدة، فهي متجذرة في الممارسات القديمة وبعض التقاليد القبلية المتطرفة، لكنها تغذيها بالنموذج الخميني، الذي يوظف النساء كجزء من القمع المنهجي ضد النساء الأخريات على نحو متزايد، أصبح الحوثيون أكثر شبهاً بداعش في تشويه سمعتهن ومحو هويات النساء وقدرتهن على المشاركة في الفضاء المفتوح، ناهيك عن الدفاع عن أنفسهن ضد الانتهاكات، مضيفة: هناك عشرات إن لم تكن مئات النساء محتجزات دون تهم في سجون الحوثيين السرية، ويتعرضن للتعذيب والإذلال الوحشي ويتم اختطاف البعض بعد رفضهن أن يصبحن مخبرات أو الانضمام إلى الزينبيات على غرار الجماعات الإيرانية.