قوته الجسدية ليست ملفتة في رياضة طوال تاريخها اعتمدت على القوة الجسمانية. جنسيته وعرقه مختلف عن أساطير التاريخ. لكنه سيطر على لعبتهم بعقله ومهارته. يتحدث 4 لغات ويتقن جميع المهارات، قابليته للتعلم والتطور لا حدود لها. حينما تفكر في ميزات لوكا دونتشيتش الكثيرة مثل المهارة الأساسية والتسديد والتمرير نجد أن أفضل ما يميزه هو قراره المناسب. متى يمرر، متى يسدد، كيف يسدد ولمن يمرر. متى يسرع الهجوم ومتى يتحكم في سير المباراة. وجوده في الملعب تعريف السيطرة على مجريات المباراة كيفما يشاء. راجع التاريخ لأفضل من يصنع لعب، ستجد لوكا يقارن به، عد للتاريخ لأفضل من يصنع تسديدته بنفسه ستقارن لوكا به، قلب في صفحات كتب الأرقام القياسية في التسجيل بعمر شاب ستجد لوكا في المقدمة، كل صفحات التاريخ المدونة للاعبين معينين بسبب مهارة محددة اتقنوها ستجدها تجمعت في أسطورة سلوفينيا القادمة. ما وصل له لوكا بعمر 22 سنة من سمعة كلاعب هجومي فتاك قد يجعله من أفضل الشباب في تاريخ لعبة كرة السلة. منذ دخوله الدوري كان من الواضح أنه في طريقه للفوز بجائزة أفضل لاعب والبطولة يوما ما إذا توفر الفريق المناسب. ولا يبدو أن مسألة توفر الفريق المناسب ستأخذ وقتا طويلا. هناك عدة نجوم يرغبون باللعب معه. يسهل حياة من معه سواء نجم أو لاعب ثانوي. أرقامك الهجومية كلاعب ستكون أعلى ومستواك سيكون أفضل بمجهود أقل. هذه ميزة كانت لدى ليبرون، ولوكا سيكون له نفس عامل الجذب. فالمسدد الثانوي يحلم باللعب بجانب صانع لعب سيجده ويضعه في موقع مناسب للتسجيل، «السناتر» العمالقة يرغبون بشدة للعب مع لاعب يعطيهم كرات سهلة تحت السلة بعد أن يسحب الرقابة. النجوم يتمنون رجلا في الفريق يتحمل المسؤولية ويسحب الضغط. دريموند قرين الذي يعتبر من أفضل مدافعي جيله، كابوس النجوم جسديا. مثال للمدافع المزعج الذي لا يرغب أن يواجهه أحد. صرح خلال الموسم عن لوكا: «كمدافع هدفك الرئيسي أن تجبر المهاجم على فعل ما لا يريد أن يفعله، ولكن مع لوكا لا تستطيع إجباره على فعل شيء لا يريده، هو يفعل ما يريد». تسجيل الثلاثيات بنسبة نجاح عالية قد يكون أكبر عيوب لوكا الهجومية، لكنه دائماً يسجلها في أكثر وقت يكون الفريق بحاجة لها. عدا ذلك فهو من أفضل اللاعبين في الاختراق بسبب فارق الطول مع أي لاعب في مركزه كما أنه من أفضل صناع اللعب في الدوري بسبب نظرته الشاملة للملعب. المدافع لا يستطيع توقع هل يخترق أو يسدد أو يمرر ولمن سيمرر. لوكا يجهد المدافعين ذهنياً بكثرة التفكير ويرهقهم جسدياً بمهاراته. لوكا ليس لاعبا للمستقبل كأقرانه من الشباب، لوكا لاعب اليوم. من الموسم القادم ولمواسم عديدة قادمة لوكا سيكون مرشحا للفوز بجائزة أفضل لاعب. أصبح من الآن يجهز نفسه ليكون واجهة الدوري وملكه الجديد. يصنع لزملائه كماجيك جونسون ويصنع لنفسه كلاري بيرد. مجموعة أساطير تجمعوا في واحد. من الجميل مشاهدة التاريخ يصنع أمامك من البداية. فاستمتعوا بلوكا، هنيئاً لكم جميعا.