غيرت المخططات الطموحة التي وجدت لها متنفسا حقيقيا على أرض الواقع الكثير من ملامح وجه السياحة في السعودية عبر خطوات جادة. سوف أتحدث اليوم عن القلب النابض لمنطقة عسير«أبها» أو كما يحلو للبعض تسميتها «نمسا السعودية»، بما تمتلك من مقومات جعلت منها قطعة أوروبية على أرض السعودية، لها سحرها الخاص.. التاريخ العريق، المأكولات المميزة، المناظر الخلابة، المعالم الجاذبة، المناخ المعتدل طوال العام، كلها عناوين مميزة اجتمعت في بوتقة واحدة لتثبت أنها الوجهة السياحية التي تستحق الزيارة بجدارة. في جولة سريعة في «شارع الفن» الذي يحتضن لوحات وأعمال فنانين تشكيليين محليين، وأزهارا بنفسجية رائعة، وأشجار «الجاكاراندا».. هي رحلة مثالية لعشاق الجمال بكل تفاصيله.. أما عشاق التاريخ والفن المعماري العتيق، فيمكنهم اكتشاف شغفهم بالسير في ممرات «قرية المفتاحة» ورؤية نماذج العمارة العسيرية التقليدية، وأعمال الفنانين والحرفيين الغنية بالتراث. ومع ذلك، فإن التاريخ العريق والجمال الأخَّاذ لا يكفيان لوصف «أبها» بما تضمه من معالم جاذبة تنتظر اكتشافك لها.. أعماق تأسر ألباب الصغار قبل الكبار، فهناك «ممشى الضباب» تلك الواجهة السياحية التي يغمرها الضباب على طول حافة سفح الجبل وتستأثر بإطلالة خلابة تجبر الناظر على التأمل والتقاط الصور التذكارية. عشاق المغامرات على اختلاف أنواعها لهم أيضاً موعد مع «جبل السودة» الشاهق الذي يمتلك أعلى قمة في شبه الجزيرة العربية، ويتمثل سر جاذبيته في مناظره الخلابة حيث أشجار «الآرار» التي تكسوه والغيوم التي تلوح فوقه، فضلاً عن الاستمتاع بمسابقة الطيران الشراعي التي تعقد فيه كل صيف. أما رحلات «عربات التلفريك» إلى «القرية المعلقة» تلك القرية الأثرية التي تقع أسفل جرف صخري ينحدر إلى نحو 300 متر من حافة جبال السروات الشاهقة، وتضم منازل تراثية ذات أبواب خشبية عتيقة جنباً إلى جنب مع الكثير من المطاعم والمقاهي التي تمتد على طول طرقاتها.. ولهواة التخييم في الأجواء المعتدلة والمناظر الطبيعية المذهلة فما عليهم إلا الانتقال إلى «السحاب بارك» للاستمتاع بمعانقة السحاب لقمم الجبال في منظر طبيعي رائع. وهناك متنزهات وحدائق أبها الساحرة، مثل: «أبو خيال»، و«عسير الوطني»، و«الملك عبد العزيز» في جبل السودة، إضافة إلى «حديقة الأندلس»، و«السلام بارك»، وكلها وجهات سياحية مثيرة للإعجاب قد تراها للمرة الأولى. وفي كل منطقة سياحية في مدينة أبها، يتضح جلياً حجم الإنفاق والجهود المبذولة من الحكومة السعودية في تطوير السياحة؛ وفقاً لأحدث المعايير العالمية لخلق تجربة مميزة ومبهرة للسياح.. هل قررت أن تكون سفيراً للسياحة في بلدك؟.