بعدما بدا أن تطبيع العلاقات بين القاهرةوأنقرة يسير في طريق مستقيم، خصوصاً في أعقاب الغزل والإلحاح التركي المتواصل للتقارب مع مصر، فإن ما شهدته الساعات الماضية يكشف ارتباكاً وتناقضاً تركياً يؤشر إلى احتمالات انهيار خطوات التطبيع بين البلدين. وعزا مراقبون فشل هذه المساعي حتى الآن إلى الموقف التركي غير الواضح من جماعة «الإخوان المسلمين» التي عادت فضائياتها مجدداً إلى الهجوم على مصر. وضمن التناقض التركي، فقد عبر الرئيس رجب أردوغان عن أن هناك فرصاً كبيرة للتعاون بين بلاده ومصر في شرق البحر المتوسط، وليبيا. وقال إن الاتصالات مع الجانب المصري مستمرة وتتوسع، بحسب ما نقلت عنه صحيقة «زمان» التركية اليوم (الجمعة)، لكن مستشاره ياسين أقطاي شن هجوماً على مصر، وقال خلال حديث مع فضائية «فرانس 24»، إن ما شهدته عام 2013 مرفوض من قبل بلاده. وأضاف أن أنقرة لن تتنازل عما وصفه بموقفها الأخلاقي، بشأن ما حدث في هذا العام، مؤكداً أنها نقطة خلاف بين البلدين. وفي إطار الارتباك التركي، استأنف الإعلام الإخواني في إسطنبول الهجوم على مصر، ما يؤكد أن إيقافه كان مسألة وقت ليس أكثر، ولم يكن في إطار إستراتيجية تركية حقيقية للتقارب مع مصر، وهو ما سبق أن عبر عنه مسؤولون مصريون أبرزهم وزير الخارجية سامح شكري عندما قال: «نريد أن تتحول الأقوال التركية إلى أفعال حقيقية على الأرض»، وذلك على الرغم من زيارة وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية للقاهرة للمرة الأولى منذ 8 سنوات يومي 5 و6 مايو الماضي، وعقده محادثات «استكشافية» مع مسؤولين مصريين بقيادة نائب وزير الخارجية حمدي سند لوزا لمناقشة تطبيع العلاقات. تصريحات الرئيس التركي ومستشاره تكشف ألاعيب السياسة التركية، وأن محاولاتها المحمومة للتطبيع مع مصر مجرد خطوة لكسب الوقت، وإلا بماذا يفسر عودة الهجوم على القاهرة في هذا التوقيت؟ فهل انهارت محاولات أنقرة في التطبيع م؟ الأيام القليلة القادمة ستكشف المزيد من المفاجآت في هذا الملف الشائك.