في شهر أبريل 2018 نشرت في صحيفة الحياة مقالاً عنوانه: «تفاصيل الفيصلي»، وقد كان بمناسبة وصول نادي الفيصلي بمدينة «حرمة» (بلدة آبائي وأجدادي) إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، التي خسرها أمام نادي الاتحاد. أستعيد اليوم هذه الاقتباسات، أدناه، من مقالتي تلك بمناسبة وصول الفيصلي مرة أخرى إلى نهائي كأس الملك اليوم أمام نادي التعاون. «زرت وبعض الأصدقاء مقر النادي في محاولة للتعرف عن قرب على سوسيولوجيا النجاح المبهر للنادي الفيصلي بحرمة، الذي استطاع رغم محدودية إمكانياته وأعضاء شرفه وجماهيره، الصعود إلى دوري المحترفين مع الأندية الكبار، ولم يكن هذا مصادفة أو «بيضة ديك» كما يقال، فقد استمر الفيصلي محافظاً على مقعده في دوري المحترفين منذ صعوده قبل 11 سنة حتى اليوم. بل إنه في كثير من المواسم الماضية لم يكن مهدداً بالهبوط، بل محافظاً على موقعه في مراكز الوسط، وكان لا يتردد في هزيمة الأندية الأوائل بين حين وآخر فيغيّر ترتيب الكبار بيده الصغيرة! الجهاز الإداري للنادي المكوّن من مجموعة من الشباب يقودهم الرئيس فهد المدلج، التأم جمعهم منذ بداية الصعود الملفت لاسم النادي، منذ عقد من الزمن، واستمر هذا الفريق الإداري يعمل حتى اليوم بروح (الفريق)، فهم يديرون النادي مثلما يديرون بيوتهم بانتماء وإخلاص وتحنان. قدّم النادي الفيصلي، بموارده المالية المحدودة مقارنةً بالميزانيات الضخمة للفرق الكبار، أنموذجاً فريداً وبرهاناً جديداً أن العبرة بالأموال ليس في كثرتها بل في حسن صرفها وإدارتها. بغضّ النظر عما ستؤول إليه نتيجة المباراة النهائية على الكأس، فإنه يكفي الفيصلي شرفاً أنه اخترق صفوف (الأكابر) حتى وضع نفسه في رأس المجلس باستحقاق. وختاماً، فإن النجاح يكمن في التفاصيل، والفشل يكمن في تفاصيل التفاصيل! تمنياتنا لممثل سدير بالفوز والتتويج بكأس المليك المفدى.