اشتعل لهيب الميركاتو الصيفي مبكراً هذا الموسم قبل وقته المعتاد بصفقات من العيار الثقيل أبرمتها إدارتا الهلال والنصر، إذ كانت البداية زرقاء بإعلان التعاقد مع الهداف بالفطرة ماريجا مهاجم منتخب مالي وبورتو البرتغالي مقابل 90 مليون ريال لثلاث سنوات، أعقبها النصر بإعلان التعاقد مع القاتل المأجور، كما تسميه جماهير بيشكتاش التركي نسبة إلى أهدافه الحاسمة، فإن صفقة تاليسكا كلفت خزينة نادي النصر 8 ملايين يورو لجوانزو الصيني، بالإضافة لراتب اللاعب السنوي طوال مدة العقد وهو 20 مليون يورو، ما يعني أن القيمة الإجمالية للصفقة تصل ل116 مليون ريال لثلاثة مواسم، وما زالت فاتورة الميركاتو الصيفي لقطبي الرياض قابلة للزيادة بأرقام مضاعفة في ظل الرغبة بتدعيم صفوف الفريق بصفقات من العيار الثقيل، وفي مقدمتها صفقة انتقال البرازيلي الدولي باولينيو من جوانزو الصيني لنادي النصر على سبيل الإعارة والقائمة حبلى بالمفاجآت السارة لأنصار الهلال والنصر بعد أن عقد نادي الشباب صفقة الدولي الأرجنتيني بانيجا قادماً من الدوري الإسباني وهذه التحركات التي وضعت إدارتي الأهلي والاتحاد تحت طائلة المطالبات الجماهيرية بعقد صفقات في الميركاتو الصيفي القادم مع أسماء تحمل ذات الصيت والزخم الجماهيري وعلى الوتيرة نفسها من القيمة الفنية. وعن مدى التأثير لتعاقدات من هذا النوع على الكرة السعودية وبمبالغ مالية كبيرة، يرى المستشار الاقتصادي وليد الشهري أن البوادر الأولية للتعاقدات تدل على أننا في انتظار عشرات ملايين الدولارات تنفقها الأندية قريباً على مدربين ولاعبين أجانب. وأضاف، الدوري السعودي ما زال حديث السوق العالمية في كمية المبالغ التي تدفع بصورة مبالغة على لاعبين، وهو ما جعل الدوري السعودي يحتل المرتبة الثامنة عالمياً في قيمة التعاقدات متقدما على فرنسا وكرواتيا بطل ووصيف بطولة العالم الأخيرة، دون أن تحقق الأندية السعودية أي عائد ربحي من انتقالات اللاعبين منها إلى خارج حدود الدولة، ما يؤكد ضعف الأداء الإداري والاستثماري في الأندية نفسها، إضافة إلى عدم قدرة إدارات الأندية على تسويق لاعبيها إلى الخارج دون إلغاء العقود أو إجراء مخالصات مالية معهم. حديثاً، انتبهت رابطة الدوري الصيني إلى السمعة السيئة التي اكتسبتها على مستوى العالم في قيمة المدفوعات من دون الاهتمام بالأرباح، لذلك سنت قوانين إدارية تتابع فيها قيمة تعاقدات الأندية مع اللاعبين الأجانب، وهو ما حد من المصروفات رغم ثراء تلك الأندية، ما جعل الدوري الصيني يتراجع إلى المرتبة الثالثة آسيوياً تاركاً المرتبة الأولى في الإفراط بالمصروفات لأنديتنا