عيد محصّن بامتياز.. حصد أصحاب الجرعة الواحدة والجرعتين، والمتعافون، مكاسب عدة أقلها السماح لهم بارتياد مقاهي الشيشة والمعسل وأعظمها رفع تعليق سفرهم للخارج. ربما هي فرصة نادرة للمترددين وضحايا شائعات الأسافير للطواف على مواقع صحتي وتطمن وتأكد ومراكز التلقيح للانضمام إلى جمهور المحصنين ممن تفتح أمامهم صالات المغادرة وأبواب المقاهي وبوابات ملاعب كرة القدم وتغلق عن غيرهم، فما أتعس الذين لا يملكون شيئا يستحق أن يوصدوا عليه الأبواب بالأقفال! عن السفر يقول الثبيتي: متَى ترحل القافلة؟ سترحل توّا فَهَيئ لنفسكَ زادَك والراحلَة، متى ترحل القافلة؟ غداً ربّما، ربّما القابلة وقد تتأخر يوماً ويوماً وشهراً إلى أن تُضيء لَهَا لحظةٌ عاقلَة! يبدو واضحاً أن الجهات المعنية تلمح إلى أن أنشطة ومسارات أخرى، غير السفر، سترهن بأخذ اللقاح أقلها تجديد الوثائق واستخدام وسائل النقل وغيرها. وفي الأنباء أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تمضي إلى إعفاء أصحاب الجرعتين من الكمامة وإطلاق أنوفهم في الهواء الطلق، غير أن منظمة الصحة العالمية تدخلت سريعاً وعدت الأمر سابقاً لأوانه. في العيد المحصن السعيد، توارت التحية التقليدية والقبلات واكتفى المعايدون هذا العام ب«لمس الأكتاف» استجابة لنداءات وزير الصحة «أريد سلامتكم.. احذروا التقبيل أو العناق». أما عشاق المعسل والشيشة ورواد المقاهي ممن تأخروا عن اللقاح ريبة وشكاً في الجرعات مسايرة لاستشاريي الشائعات واختصاصيي الأوهام فليس أمامهم، مع عض بنان الندم، غير ارتياد تطبيقات الصحة بحثاً عن موعد قريب، إذ لا تحلو (التفاحتان) و(النعناع) إلا باللقاح!