يكثر السهر خلال أيام العيد أكثر من أي أيام مضت، وذلك لخصوصية هذه الأيام التي تمتاز بالمعايدات وأنشطة العيد التي تبدأ غالباً من بعد العصر وتستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، ولكن يظل السؤال: هل هناك علاقة بين السهر ومناعة الجسم؟. جهاز مناعي قوي وكشف كل من استشاري أمراض الصدر وطب النوم البروفيسور سراج عمر ولي، والدكتور إبراهيم زكريا الباحث في طب النوم، أن جهاز المناعة أثناء النوم ينتج مواد وقائية لمكافحة العدوى، ومن هذه المواد السيتوكينات، حيث تستخدم هذه المواد في مكافحة البكتيريا، والفايروسات، وتساعد على النوم، وتمدّ الجهاز المناعيّ بالطاقة اللازمة للدفاع عن الجسم ضدّ المرض، ولكنّ نقص النوم أو سوءه قد يمنع الجهاز المناعيّ من بناء نفسه، واستعادة قوته، ممّا يؤدي إلى ضعفه في مكافحة الأمراض، وقد يستغرق الشخص وقتاً أطول من العادة حتى يشفى من المرض، ولا شك أننا نعايش هذه الأيام أيام عيد الفطر التي تتزامن للعام الثاني مع وباء كورونا المستجد «كوفيد-19»، مما يجعل الحفاظ على جهاز مناعي قوي أكثر ضرورة هذه الأيام للوقاية من الفايروس. التعرض للأمراض المزمنة وبينا أن نقص النوم على المدى الطويل، يعمل على زيادة خطر التعرض للإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: مرض السكري، وأمراض القلب، كما يضعف قلة النوم والسهر قدرة الجزء المنطقيّ من الدماغ (قشرة الفص الجبهيّ) على السيطرة على الجزء العاطفي، مما يؤثر على معالجة العواطف، والقدرة على التفكير بالشكل الصحيح، كما أن السهر يحد من إنتاج الهرمونات اللازمة لتنظيم النمو، والشهية، إضافة إلى أنّه يساعد على الإفراط في إنتاج المواد الكيميائية للإجهاد. تحفيز الشعور بالجوع وأكدا أن الجسم إن لم يأخذ قسطا كافيا من الراحة يحفّز الشعور بالجوع والإحساس المستمر بالرغبة في تناول المزيد من الطعام وبالتالي زيادة الوزن، كما أن السهر والنوم الرديء يعززان ضعف المناعة وبالتالي الإصابة بالأمراض المعدية، ويسبب السهر المفرط أيضا اضطرابات في قراءات السكر والدهون وضغط الدم، إضافة إلى التوتر العاطفي والتسرع وعدم انضباط في اتخاذ القرار، لذا فإن النوم الصحي بالساعات الكافية ضروري حتى يستيقط الفرد بكل نشاط وحيوية للحفاظ على الصحة والحياة الهانئة.