سجل الإقبال على العملات الإلكترونية خلال الفترة الأخيرة، إقبالا ملحوظا من قبل المستثمرين والشركات الكبرى، خصوصاً أن بعض الشركات المعروفة أصبحت تعتمد بعض العملات الإلكترونية كأداة دفع معتمدة، ما يعطي انطباعا عاما أن تلك العملات أداة موثوقة ويضفي شرعية عليها، إضافة إلى تخفيف الشكوك حول العملات الإلكترونية التي لا يوجد لها غطاء من الذهب. وارتفعت أسعار بعض العملات خلال السنوات الأخيرة بشكل قياسي، بصعودها بنسب كبرى تجاوزت بعضها 1000% خلال فترات وجيزة، مع تحطيمها للعديد من الأرقام القياسية. الرقابة والتنظيم أكد المحلل الاقتصادي سليمان العساف، من جهته، أن انتشار العملات الرقمية؛ لسهولة التعامل فيها، وخصوصاً من الجميع وذلك بشرائها أو بيعها بكل يسر وسهولة. وشدد على ضرورة الاستثمار في القطاعات المعتمدة بالسعودية، خصوصاً أن العملات الرقمية حالياً غير معترف بها في السعودية لوجود بعض العيوب بها، موضحاً أن تلك العملات تعد عالية المخاطر، وغير موثوقة، وليست بآمنة المصدر. وأكد أن مستقبل العملات الرقمية المشفرة لها مستقبل واضح جداً، لكنها بحاجة إلى التنظيم والرقابة، خصوصاً أنه في الوضع الحالي لها لا يوجد ما يسيطر عليها، إذ إن بعض عمليات تلك العملات تستخدم في غسل الأموال نتيجة التجارة غير الشرعية، سواء من الأفراد أو الدول. %6000 ارتفاع عملة في عام كشف المستشار المالي والاقتصادي ماجد الصويغ ل«عكاظ»، تسجيل إحدى العملات ارتفاعا قياسيا خلال العام الماضي 2020، إذ صعدت عملة «دوج كوين» بنسبة تجاوزت 6000% كخامس أعلى عملة مشفرة قيمة سوقية. وبين أن كبرى الشركات أصبحت تقبل بالعملات الإلكترونية، كشركة «تسلا» التي قبلت الدفع ب«البتكوين» واستثمرت فيها نحو مليار دولار، إضافة إلى تغريدة الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك حول عملة «الدوج كوين» ما ساهم في ارتفاع العملة 50% اعتقاداً من البعض بأن الشركة استثمرت أيضا بهذه العملة. وحول إقبال الأفراد على العملات الإلكترونية بين الصويغ أن رغبة الأفراد لهذه العملات هو هدفهم في تحقيق الثراء السريع، وتحويل المدخرات إلى عملات رقمية مشفرة، في ظل انعدام الفرص، خصوصاً بعد أزمة كورونا، ما دفع الجميع للبحث عن سبل جديدة لتنمية رؤوس الأموال. وأضاف أن هناك أكثر من 4000 نوع من العملات الرقمية حول العالم، أبرزها حاليا «بتكوين، إيثيريم، تيثير، بولكادوت، دوج كوين، كاردانو، ريبيل، بينانس، لايتكوين، تشاين لينك». اهتمام البنوك المركزية بدأت البنوك المركزية في بعض الدول، الاهتمام بالعملات الرقمية، ويؤدي انتشار الدفع الإلكتروني من خلال عملات لا تشرف عليها البنوك المركزية أو الدول إلى إضعاف قبضة البنوك المركزية على المعروض من النقود، وبالتالي عدم الاستقرار الاقتصادي، خصوصاً أنه أصبح يشكل تهديدا مع زيادة الإقبال على العملات المشفرة. ولجأت بعض الدول كالصين على سبيل المثال، لإصدار عملات رقمية لمجابهة العملات الرقمية الافتراضية، وهو ما قد ينعكس عنه مستقبلا تخفيف المضاربة على العملات المشفرة غير معروفة المصدر.