أكد استشاري طب الأسرة الدكتور سامي عيد أهمية التوعية بمخاطر مرض التهاب السحايا (التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي) الذي تكمن خطورته في تشابه أعراضه المبكرة مع الأمراض الفايروسية الشائعة وسرعة تفاقم المرض، وغالباً ما تكون له آثار مدمرة ومهددة للحياة التي قد تصل إلى الوفاة خلال 24- 48 ساعة. جاء ذلك خلال المؤتمر الافتراضي لجمعية طب الأسرة ضمن فعالياتها المستمرة للتوعية بأهمية التطعيمات ضد الأمراض المستهدفة، خصوصاً التطعيم ضد مرض التهاب السحايا أو الحمى الشوكية، وعقد المؤتمر بمناسبة الأسبوع العالمي للتحصين، وسط حضور مميز لنخبة كبيرة من الأطباء والاستشاريين المتخصصين في طب الأسرة والمجتمع وطب الأطفال والأمراض المعدية من الجمعية ومن كبريات المراكز الطبية والبحثية في مختلف أنحاء المملكة، بحضور جمع من ممارسي الرعاية الصحية من مختلف القطاعات الصحية الأخرى بالمملكة. مشيراً إلى الأهمية البالغة لدور ممارسي الرعاية الصحية بالمملكة في نشر الوعي الصحي في المجتمع ومدى تأثيره الإيجابي على مختلف الفئات العمرية من المواطنين والمقيمين والتوعية بمدى أهمية أخذ اللقاحات التي توصي بها وزارة الصحة. أضاف الدكتور عيد أن منظمة الصحة العالمية توصي البلدان التي لديها معدلات وبائية عالية أكثر من 10 حالات لكل 100 ألف نسمة في العام أو متوسطة بمعدل 2- 10 حالات لكل 100 ألف نسمة في العام، إضافة إلى الأوبئة المتكررة لمرض المكورات السحائية الغازية، بتنفيذ برامج التطعيم المناسبة ضد المكورات السحائية، ويوجد حالياً العديد من اللقاحات المتاحة للحماية من الأنواع الأكثر شيوعاً لمرض المكورات السحائية. أما بالنسبة للبلدان التي يحدث فيها المرض بشكل أقل من حالتين لكل 100 ألف نسمة في العام فيوصى بالتطعيم ضد المكورات السحائية للمجموعات المعرضة للخطر مثل عمال المختبرات والمسافرين المعرضين لخطر التعرض ضد المجموعات المصلية السائدة، كما يجب تقديم التطعيم لجميع الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة. وأوضح الدكتور سامي عيد أهمية استغلال مثل هذه المناسبات مثل الأسبوع العالمي للتحصين لتسليط الضوء على أن التطعيمات كانت ولا تزال الحائط المنيع ضد الكثير من الأمراض التي عانت منها البشرية لسنوات، وكيف أن تطور البحث العلمي كان له دور كبير في مواجهة الأمراض المستهدفة بالتطعيم بما في ذلك السلالات المستحدثة من البكتيريا والفايروسات المسببة لها. وتساهم التطعيمات في منع حدوث 2.5 مليون حالة وفاة حول العالم سنوياً، كما أن تفشى الأمراض يزداد عندما يُهمل الفرد التطعيمات الروتينية. وقد ساعدت التطعيمات في القضاء على الجدري والقضاء على شلل الأطفال تقريبا بشكل تام. كما انخفضت حالات الوفاة الناتجة عن الحصبة بمعدل 73% بين عامي 2000 و2018 حول العالم، وانخفضت حالات الحصبة الألمانية بمعدل 97% بين عام 2000 إلى 2018. 498 حالة في السعودية في 12 عاماً استشاري طب الأسرة الدكتور أشرف أمير أكد أهمية التطعيمات ودورها في الوقاية والحد من انتشار الكثير من الأمراض الخطيرة؛ ومنها مرض التهاب السحايا الذي أكدت الدراسات أن حالاته زادت في السعودية أخيراً، خصوصاً بين الأطفال، كما يتزايد انتقاله خلال مواسم الحج والعمرة، وينتشر عن طريق انتقال البكتيريا المسببة للمرض. وتزداد خطورة مرض التهاب السحايا إذا كان الشخص يعاني من نقص المناعة أو يعمل وسط مجموعة كبيرة من الناس أو السفر إلى المناطق الموبوءة. ومعظم حالات الالتهاب الفايروسي تصيب الأطفال دون عمر خمس سنوات، أما الالتهاب البكتيري فيكون شائعاً في عمر 20 سنة وأقل، وقد وصل مجموع حالات التهاب السحايا الحمى الشوكية بين عامي 2000 و2012 إلى 498 حالة في المملكة. ووفقاً لوزارة الصحة السعودية فإن الوقاية من المرض تكون عن طريق أخذ اللقاح لأنواع الحمى الشوكية البكتيرية، وتحسين مناعة الجسم عن طريق ممارسة السلوكيات الصحية مثل الحرص على الغذاء الصحي وممارسة الرياضة، وتغطية الفم والأنف عند العطاس، وإعطاء العلاج الوقائي للقادمين من مناطق موبوءة أو المخالطين للمصابين. وأشار الدكتور أشرف إلى الدور الكبير الذي تقوم به الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع في نشاطاتها التوعوية، خصوصاً في ما يتعلق بالتطعيمات، وأضاف أن التزام الجميع بتناول التطعيمات اللازمة لا يعود بالنفع على الفرد وحسب بل وعلى المجتمع ككل بزيادة المناعة الجماعية،