«فن التعامل مع البشر» موضوع كبير وتعتني به كل الشعوب في العالم، ففي الغرب هناك معاهد خاصة يُدرَّس فيها ما يسمى بمهارات التعامل الإنساني، التي تتضمن أساليب كيفية التعامل النفسي والإنساني، وكيفية تجاوز المواقف الصعبة بالحكمة والصبر وحسن التصرف، وعدم الاندفاع وضبط النفس، فالأسلوب الجيد من أهم فنون التعامل مع البشر، ولكن هذا الفن -للأسف- لا يتقنه الكثيرون عندنا بسبب عدم الاهتمام به بالرغم من أهميته القصوى. ومن وجهة نظري كبداية حتى يتم تأهيل جميع الموظفين الذين لهم احتكاك مع الجمهور، فإننا بحاجة ماسة إلى تطبيق برنامج «المتسوق السري» في كل الجهات الرسمية وغير الرسمية التي لها احتكاك مباشر بالجمهور، حتى يكون هناك رصد فعلي لطريقة تعامل الموظفين مع الجمهور، مثل ما تفعل وزارة الصحة. وآلية عمل «المتسوق السري» هي زيارة المنشأة الصحية، وتقمص دور المستفيد، وتوثيق الملاحظات، وتحليل النتائج، ورفع التقارير، والعمل على تحسين مستوى الخدمات، ويظهر المتسوق السري كشخص اعتيادي، كمريض أو مراجع، ويأخذ دوره مع الجميع دون أن يشعر به أحد. وبما أننا دخلنا الآن في سباق ضمن دول العالم التي تنافس على النهضة الصناعية والسياحية، فإنه لا بد أن يتم التركيز على فن تعامل الموظفين باحترافيه مع الجمهور، مع التأكيد على أن القانون ضمن حقوق الطرفين الموظف والطرف الآخر، ولكن قبل ذلك يجب أن يخضع الموظفون لدورات تأهيلية قبل السماح لهم بالاحتكاك مع الجماهير، حتى نكون على دراية كاملة لفنون التعامل الإنساني، بحيث نكون مؤهلين في تكريس وتجسيد الصورة الإبداعية لرؤية 2030.