هل أصبحت الآلة او الربورت أو الحاسوب أو الرقمية ظلاً للإنسان؟ أو بديلاً له، هل نحن في مرحلة ما بعد الإنسان إبداعيا و فكريا ونفسيا؟ هل الإصرار على اليقينية في رؤيتنا البشرية دليل صحة فكرية؟ بهذه الأسئلة المتفاوتة في معانيها فتح مدير ندوة "الأدب وجدل الرقمنة"، الدكتور نايف الجهني الحوار، و تحفيز الآراء حول محاضرة الدكتور عادل خميس المعنونة (بشعرية الرقم : الأدب وجدل الرقمنة)، التي لاقت إقبالا كبيراً وتفاعلاً من قبل عدد من المهتمين وأثارت النقاش حول علاقة الإبداع بالرقمية، كما تطرق إلى سمات الكتابة الرقمية التي قال أنها رقمية ومشفرة وغير خطية وترابطية. الحديث عن الشعر كان هو محور المحاضرة، إذ بدأ الشاعر الدكتور عادل خميس المحاضرة بتعريف عدد من المصطلحات مثل الرقمية وشعرية الرقم وأنواع الأدب الرقمي، و تناول آراء عدد من النقاد الغربيين، الذين اتضح من خلال الطرح أنهم انحازوا بشكل كبير لإقناع الناس بسيطرة الجانب الرقمي والإبداع الانساني، وأنه أصبح مصيراً لا مفر منه. وتحدث بشكل آثار الدهشة عن قدرة الربورت مثلاً أو الحاسوب على تنفيذ برنامج يكتب من خلاله الشعر سواء من حيث الإكمال لمطلع قصيدة أو من خلال تزويد الحاسوب بمعلومات تساعده في إنتاج الشعر او القصة او الرواية. وواصل حديثه في عرض نماذج وتصورات لهذه المسألة، إلا أنه لم يكن موضوعياً بما يكفي حيث اتضح إيمانه الراسخ بما يقول وأن الرقمية أصبحت قدراً للمبدع في كل أنحاء العالم. وتداخل مدير الندوة مع الكثير من الأفكار التي طرحها المحاضر، مشيراً إلى تقبل هذه المسألة دون الجزم والتأكيد على أنها هي نهاية الأمر، إضافة إلى مداخلات الدكتور منصف شعراني من تونس، الذي أشاد بالورقة وأشار إلى أبحاث عربية متعددة بهذا الأمر. وقال:" هذا الموضوع يجب أن يتسع فيما يتعلق بتوضيح المصطلحات وكافة الآراء دون التركيز على إتجاه واحد". وشارك الناقد الدكتور عبدالرحمن المحسني في مداخلة لم يؤكد بها ضرورة إقناع المتلقي بهذا الأمر، ولم ينفِ أيضاً الأمر فيما يتعلق بقدرة الرقمية على إنجاز الإبداع الشعري والفني عامةً، لافتا إلى أنه يمكن للربورت أن ينتج نصوصاً شعرية دون أن نشعر بالخوف من ذلك.