في إحدى أهم مباريات دوري الأمير محمد بن سلمان التي جمعت بين النصر والشباب وشوهدت من جميع مشجعي الهلال والأهلي والاتحاد إضافة إلى مشجعي الفريقين لأهميتها في تحديد مصير الفرق المنافسة في الدوري الأهم عربياً، اشتعل الرأي العام بعد المباراة بسبب مقاطع فيديو وثقت أحداثا خارجة عن الروح الرياضية خلال الدقائق الأخيرة من المباراة وتناقلتها بعض البرامج الرياضية وانتشرت بشكل كبير في برامج وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا دخلنا إلى العالم الافتراضي والجرائم المعلوماتية، ولكن من المتهم في هذه الأحداث؟ ادعى نادي الشباب على المدير التنفيذي لنادي النصر حسين عبدالغني بالتلفظ بألفاظ عنصرية تجاه لاعبه سيباستياو جونيور (سيبا) عند مروره بدكة احتياط النصر، ولوح اللاعب بتقديم شكوى إلى الفيفا عبر فيديو تم نشره. فيما طالبت إدارة نادي النصر بفتح تحقيق بسبب الألفاظ المسيئة والاتهامات الباطلة التي صدرت أثناء المباراة تجاه حسين عبدالغني المدير التنفيذي للنادي. جميع هذه الاتهامات خارج النقاش لأنها لا تدخل حيز الجرائم المعلوماتية وسأتركها للمختصين والجهات المعنية ولا ندين طرفاً أو نبرئ طرفاً آخر بل المطالبة بمحاسبة المتسبب في محاولة إثارة الرأي العام. المهم في هذه المباراة هو ما حدث بعد انتهاء المشادة الكلامية في الملعب بين رئيس نادي الشباب وشخص آخر بجواره من جهة وبين حسين عبدالغني ودكة نادي النصر من جهة أخرى، حيث تم رصد مجموعة من المقاطع لهذه المشادة تم توثيقها من خلف رئيس نادي الشباب من زاويتين مختلفتين ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي وتسبب هذا التوثيق في احتقان وانقسام الشارع الرياضي إلى قسمين: قسم وجه الاتهام نحو رئيس نادي الشباب والشخص الذي بجواره بالتلفظ بألفاظ نابية حسب ما تم توثيقه في المقطع، وطرف آخر يرى أن تصرف رئيس نادي الشباب والشخص الذي بجواره كان ردة فعل طبيعية على تصرف حسين عبدالغني ووجهوا الاتهام نحو حسين عبدالغني مع عدم وجود توثيق لهذه الألفاظ العنصرية خلال المقطع الموثق حسب ما تمت مشاهدته. وبدأوا في توجيه التهم بناء على المحتوى الموثق وبناء على معطيات أخرى خارج هذه المقاطع ولكن أين الجريمة المعلوماتية هنا؟ ونتحدث هنا عن المقاطع الموثقة من الجانبين التي تم توثيقها من خلف رئيس نادي الشباب كما شاهدناها. الجريمة المعلوماتية في هذه المباراة التي تسببت في هذا الاحتقان هي محاولة تأليب الرأي العام كما ذكر في بيان نادي النصر والتشهير عن طريق نشر المقاطع في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تم توثيقها من مجموعة محدودة من الحاضرين وتناقلتها كثير من البرامج الرياضية السعودية وأحد البرامج الرياضية الخليجية. علماً بأن أحد المقاطع تم توثيقه من إحدى الصحف السعودية وتم نشره ومشاهدته أكثر من مليون مرة. وبناءً على المعطيات والأدلة الرقمية فالتأليب وقع بعد توثيق ونشر المقطع في برامج وسائل التواصل الاجتماعي وليس داخل الملعب. فهل ستتم محاسبة من تسبب بالتأليب والتشهير أم ستنحصر الادعاءات بين الليوث والعالمي؟ * مختص بالأدلة الجنائية الرقمية Dr-almorjan@