أكد مستشار الأنظمة الأمنية في السعودية العميد متقاعد عادل العيد ل«عكاظ» أن تطبيق المملكة نظام «بصمة الدماغ» في كشف المجرمين يعتمد على موجة تحاكي الذاكرة الثانية العميقة في الإنسان، التي تكون مختصة بحفظ التاريخ. وأوضح أن عمل التطبيق يتم من خلال استدراج تلك الذاكرة وطرح الأسئلة والجمل أو عرض المشاهد التلفزيونية، حيث يتم تحليل الإجابات عبر أجهزة الكمبيوتر وتحديد مدى معرفة الشخص لآخرين مشتبه بهم من عدمه، مشيرا إلى أن هذا الأمر يكون عفويا ولا يمكن للإنسان التحكم فيه، مبينا اختلاف بصمة الدماغ عن أنظمة كشف الكذب وأن نسبة الخطأ فيه ضعيفة جدا. وأضاف أن باحثين أمريكيين على رأسهم الدكتور أوفريل المدرس في جامعة هارفرد توصلوا إلى أن البشر يملكون «بصمة دماغ» فريدة لا تتغير طوال حياتهم، وتعرف هذه الأداة باسم «البصمة الوظيفية»، ويمكن أن تساعد هذه البصمة في التعرف على هويات الأشخاص، كما يمكنها أيضا معرفة ما إذا كانت تربط بين الأشخاص علاقة قرابة، إضافة إلى القدرة على التمييز بين التوائم، فضلا عن أن هذه البصمة يمكن أن تحل ألغاز أمراض مثل «اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط» و«التوحد». البصمة تبرئ سجينا يؤكد المستشار عادل العيد أن الدكتور أوفريل متخصص في الذكاء الاصناعي ويعمل على علاج طفل معاق حركيا وبشكل كامل، وكان يعمل على برنامج لدراسة مخ الطفل المعاق وفقا لاحتياجاته في طلب الأكل أو الدخول إلى الحمام أو النوم وغيرها، وبالفعل توصل إلى تأسيس موجه في المخ يمكن أن يعرف ويتواصل مع احتياج الطفل، وهذا الإنجاز قاد إحدى السيدات إلى الاستعانة بالطبيب أوفريل في إثبات براءة صديق لها متهم بجريمة ومسجون منذ 23 عاما وهي واثقة من براءته، وبالفعل تبناها وأخذ الموافقات اللازمة من قبل المسؤولين وبسبب هذا البرنامج تحققت براءة المسجون الذي أثبت أنه لم يكن موجودا أصلا في مسرح الجريمة. بعدها، قام باحثون من جامعة أوريغون للصحة والعلوم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بدراسة عام 2017 واكتشفوا أن أنماطا معينة تنتقل من الدماغ وأنماط الاتصال من البالغين إلى أطفالهم، وهذا أمر مهم لأنه قد يساعدنا على توصيف أفضل لجوانب تغير نشاط الدماغ أو تطوره أو مرضه. وباستخدام مجموعتين من البيانات لفحص الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي لأكثر من 350 من البالغين والأطفال خلال فترة الراحة، حيث طبق الباحثون تقنية مبتكرة لوصف الاتصال الوظيفي والتعلم الآلي، لتحديد الأشقاء بنجاح، بناء على نمط الاتصال الخاص بهم. وتمكن الفريق من تمييز الأشقاء والأطفال الوحيدين والتوائم، وهذا يؤكد أن جوانب الاتصال العائلي تكون موروثة ومحفوظة في جميع مراحل التطور، وقد تكون مفيدة كمؤشرات حيوية للظروف العقلية أو العصبية. وبصمة المخ هي تلك الموجات والإشارات التي يتم من خلالها الحصول على معلومات عن الجريمة الموجودة في ذاكرة الإنسان، ويتم تسجيلها وتحليلها عند استرجاع هذه المعلومات عن طريق الحاسب الآلي، فيوضع المشتبه فيه أمام شاشة كمبيوتر تعرض أمامه حدثا ما، وليكن مثلا كلمة أو جملة أو أداة جريمة كالسكين التي استخدمها في القتل، فتومض أمامه على شاشة الكمبيوتر، من هنا فإن النشاط العصبي في دماغه سيكون متزامنا، ويصدر موجة كهربائية يمكن قياسها عن طريق أجهزة إحساس على الرأس، وفي حال وجود معلومات عن الجريمة في ذهن متلقي هذه الموجات تعطي إشارة بشكل تلقائي على شكل منحنى بياني والعكس. الفرق بين بصمة المخ والبصمة الوراثية ثمة فرق بين بصمة المخ والبصمة الوراثية DNA، إذ إن 99% من الجرائم التي يتم الكشف عنها بواسطة DNA يمكن فيها استخدام بصمة المخ، وليس العكس، فالبصمة الوراثية لا بد فيها من أثر بيولوجي مأخوذ من المشتبه به، ويتم الربط بينه ودليل بيولوجي آخر وجد على مسرح الجريمة، أما بصمة المخ فليس لها أي علاقة بالأثر البيولوجي، فالدليل في بصمة المخ يكون عبارة عن معلومات يتم الكشف عنها إذا كانت موجودة أم لا، بخلاف البصمة الوراثية. أيضا ثمة فارق جوهري بين تتبع بصمة المخ وجهاز كشف الكذب، فعمل الأخير يعتمد على أن الشخص الذي يكذب يزداد قلقه، فضلا عن تغييرات عاطفية أخرى تظهر في عدد من المتغيرات النفسية بصفة تلقائية، أما النظام القائم على استجابة المخ فلا يقوم بشيء حيال الكذب أو استجابة الضغط العصبي، بل يقوم بالتحقق عن المعلومات الموجودة في المخ والكشف عنها بأسلوب غير عدواني وخال من الضغط العصبي. كما أن بعض الأشخاص لديهم القدرة على خداع جهاز كشف الكذب، بكبت ردود أفعالهم النفسية عن الأسئلة الحساسة بالتدريب، أو التكرار، أو عن طريق تشتيت ردود أفعالهم في الإجابة عن الأسئلة عن طريق قرص أنفسهم مثلا أو عض ألسنتهم. أما بصمة المخ فلم يوجه لها نقد حتى الآن، لأنها إشارة أوتوماتيكية تلقائية، فالمخ هو الذي يتحدث وليس الشخص، فهي إذن شاهد لا يخطئ.