على وقع الاحتجاجات والأزمة المتصاعدة، أثارت تصريحات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي التي استهدفت الرئيس التونسي قيس سعيد الرمزية، والتي وصلت إلى حد محاولة التسميم؛ غضب الشارع السياسي والشعبي في البلاد. واتهم رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق أمس (الأحد) الغنوشي، بالسعي لتفكيك الدولة الوطنية، مؤكداً أن كلام الغنوشي تعبير صادق عن فكره الانقلابي العميق. فيما نظم عدد من أهالي ومتساكني المنيهلة والتضامن والأحياء المجاورة وقفة مساندة للرئيس بعد الهجمة التي تعرض إليها، إذ توجه العشرات إلى أمام منزل سعيد في منطقة المنيهلة العليا. وكان الغنوشي قد زعم أمس الأول (السبت) أن سعيد يرفض التعديل الوزاري على الرغم من أن دوره رمزي، مشدداً على أن السلطة التنفيذية بيد حركة النهضة التي يتزعمها وهي الحزب الفائز في الانتخابات النيابية. وتفضح تصريحات الغنوشي مساعي الإخوان المستمرة للسيطرة الكاملة على الحكم في تونس بعد الوصول إلى شاطئ الصراع المفتوح عبر تصعيد الأزمة مع قصر قرطاج؛ إذ يرى مراقبون تونسيون أن لهجة الرئاسة أفزعت مضاجع الغنوشي الذي قفز من شرفة البرلمان يُقزم دور قيس سعيد، مؤكدين أن الإخوان منذ تولي قيس يحاولون رفض الانصياع لمنظومتهم عبر أشكال متعددة وتهديده بالعزل. ويعترض سعيد على وجود 4 وزراء جدد في الحكومة، تلاحق بعضهم شبهات فساد وتضارب مصالح، ويرفض أن يمثلوا أمامه لأداء اليمين الدستورية قبل مباشرة مهامهم، وذلك بعد 5 أيام من حصول التعديل الوزاري على ثقة الأغلبية البرلمانية، ما أدخل البلاد في أزمة دستورية وتنازع على الصلاحيات بين الرئاسات الثلاث، تهدّد بشلل مؤسسات الحكم في البلاد.