ماذا يحدث في النادي الأهلي؟ سؤال تردد كثيراً في الأوساط الرياضية وبحث عن إجابته مشجعو الأندية الأخرى قبل الأهلاويين أنفسهم، نظراً لتردي أوضاع الأهلي وتحولها من تراجع النتائج وعدم الرضا عن المردود الفني للفريق إلى خروج المشاكل على السطح بشكل واضح خلال الأيام القليلة الماضية، عقب استقالة المشرف العام على الكرة طارق كيال والتي كانت غريبة ومفاجئة في شكلها ومضمونها للوسط الرياضي بعد أن أرجع الاستقالة إلى محدودية إمكانيات الإدارة وعدم وفائها باحتياجات الفريق. بدورنا سنسعى في «عكاظ» إلى وضع المتابع أمام كافة الحقائق التي ساهمت بشكل مباشر في وصول الأهلي إلى هذه المرحلة الصعبة. رغم ترديد الصوت الأهلاوي الرسمي بشكل مباشر أو غير مباشر في مناسبات عدة، إلا أن مشكلتهم الرئيسية تكمن في غياب الدعم المالي ومناشدتهم الدائمة لوقفة محبي النادي ورجالاته في هذا الوقت الحساس، إلا أن مصادر «عكاظ» تؤكد أن المشكلة الأساسية تكمن في تراكم الأخطاء الإدارية وغياب أي خطة عمل واضحة منذ تسلم الإدارة زمام الأمور مطلع فبراير الماضي. نتائج الفريق في الدوري: 3 تعاقدات أجنبية.. وفلادان يرفض كانت بداية توجه أسهم النادي الأهلي «إدارياً» إلى الانحدار خلال فترة الانتقالات الصيفية والتي شهدت إبرام النادي 3 صفقات تعاقد مع محترفين أجانب، وهم: المغربي إدريس فتوحي، والغاني صامويل أوسو، والروماني ميتريتا، وهي الصفقات التي كشفت مصادر «عكاظ» أنها أشعلت أزمة بين المدرب فلادان ومجلس الإدارة، إذ تعاقد الأهلاويون مع المغربي فتوحي دون علم المدرب، فيما جاء التعاقد مع صامويل أوسو برغبة شديدة من الإدارة في جلب لاعب في مركز الجناح رغم مطالبات المدرب المستمرة للتعاقد مع قلب دفاع، وهو الأمر الذي لم يعجب المدرب فلادان. مشكلة مارين تزيد الأوضاع سوءاً لم تتوقف أوضاع الأهلي السيئة إدارياً عند هذا الحد بل تواصلت بعد ذلك بخروج المشرف على الكرة طارق كيال إعلامياً والإشارة إلى أن النادي ينوي الاستغناء عن المحترف الألماني ماركو مارين خلال فترة الانتقالات الشتوية، حيث كان تصريحه قبل شهرين كاملين من بداية الفترة، وهو الأمر الذي أثار حفيظة المدرب فلادان واللاعب نفسه اللذين أبديا للإدارة استغرابهما من هذا التصرف غير الاحترافي. وأشار المدرب وقتها إلى أن اللاعب لن يكون جاهزاً نفسياً للمشاركة مع الفريق. مطالبات اللاعبين بحل المشاكل.. لكن دون جدوى وقبل أن يستفيق النادي من الصدمات السابقة، جاءت المشكلة الأكبر، إذ كشفت مصادر «عكاظ» إلى أن مدرب الفريق فلادان بدأ في مواجهة ضغوطات إدارية تمثلت بالتدخل في عمله وفرض بعض الأسماء على التشكيلة، وسط مشاكل داخلية بين اللاعبين أنفسهم ولجوء أغلبهم إلى مجلس الإدارة والجهاز الإداري لحل تلك المشاكل وتصفية النفوس بين اللاعبين وهو ما لم يحدث. قرارات إبعاد لم تستمر لأكثر من 24 ساعة.. والمدرب لا يعلم وعقب سلسلة الخسائر الأخيرة وزيادة الضغوطات الجماهيرية على الإدارة، خرج نائب الرئيس ياسر محروس واعداً الجماهير بحلول جذرية للمشكلة وعمل تغييرات إدارية وفنية كبيرة، لتتخذ الإدارة بعدها بساعات قراراً بالاستغناء عن عدد من الأسماء في الأجهزة الإدارية والفنية والطبية، كان من ضمنها المعد البدني سليم الأبرق، وعضو الجهاز الطبي أحمد هزازي اللذان لم يستمر قرار الاستغناء عنهما لأكثر من 24 ساعة قبل أن تتخذ الإدارة قراراً بإعادتهما إلى عملهما نظراً لاعتراض المدرب فلادان على القرار واستغرابه من إجراء تغييرات في الأجهزة الفنية والطبية تحديداً دون علمه. المشكلة إدارية.. قبل أن تكون مالية وجدت إدارة النادي الأهلي كبقية إدارات الأندية دعماً لامحدوداً من وزارة الرياضة التي سلمت إدارة الأهلي كافة المستحقات المالية الخاصة بالنادي، إضافة إلى الدعم المالي المقدم للأندية، إلا أن سوء الوضع الإداري داخل النادي أسهم بشكل مباشر في عدم قدرة الإدارة على اتخاذ القرارات الصحيحة وصرف المبالغ الكبيرة التي دُعمت بها في المكان الصحيح، وهو الأمر الذي يجب على الأهلاويين تصحيحه أولاً قبل البحث عن موارد مالية إضافية. وحاولت «عكاظ» التواصل مع إدارة النادي للإجابة على الأسئلة المطروحة، إلا أن الإدارة لم تتجاوب مع اتصالات «عكاظ».