لم يكن الانتظار أحد مفرداته.. كان متأنياً، وفي مقاعد الدرس، وجد أن بوسعه فهم الرياضيات والبلاغة وهو يركض.. الموهبة الغريبة التي اكتشفها مبكراً -كيف يُحلق الإنسان- دون أن يرتفع عن الأرض.. وكيف يبتكر الكمين المضاد، عاش طفولته قبل خط التماس وشهادته الأخيرة في منطقة ال18، الموهبة التي لم تتورط بالنمط.. يلعب بسجيته.. ينتقل كالزئبق.. لجسده شكل الرمح.. هو والكُرة يعيشان حالة التصوف الفيزيائي، الماوراء والمعمل.. ملعبهما نهايته خط وملعبه نهايته محدبة - ينتهي بالمرمى.. ** طالما أن الضوء يصل للجهة المقابلة فتمريرتي ستصل.. ** البينيات التي تنهال كاندلاع السيول في بطون الأودية.. تسقط كراته البعيدة كالحمم على قلعة الدفاع.. علاقته بمنطقة الجزاء علاقة «معيشية»، فهما يتقسامان السكن الأصلي.. كل هذا يحدث دون أي احتكاك.. ** يقول كرة القدم بالعقول لا بالأجساد، ومهارتي هي ابتكار الفرصة.. والعنف في الملعب وغير الملعب قلة حيلة.. وكل هدف هو إمضاء.. فاجعل إمضاءك لا يتكرر.. وأهدافي الشخصية تُنسب لسلالة (النسر الأسمر) أكبر الطيور الجارحة في العالم القديم. ** في لحظة بناء الهجمة يتحول إلى طيف خاطف.. ** لماذا أراوغ وأنا بوسعي أن أجعل الكرة بين ظهرانيهم وأشعل حرباً أهلية في أرض الخصم! بأناقة الفرجار ورحابة المنقلة يفتح للمهاجمين الأفق.. ** لماذا لم تكن قائداً للفريق كصاحبك أحمد جميل؟ المهاجمون لا يحتاجون إلا للفُرص.. شارة الكبتنية ستخل بتوازني في المنعطفات.. والمرتدات لا تحتاج لفيلسوف أو خطيب، بل تحتاج لخبير قنابل عنقودية.. الملعب والفريق والمنتخب والعَلَم «أخضر» وأشعر بأني طائر متفرع من كل ذلك.. ** والرقم «14» حيث استدارة البدر والمد في أقصاه، ووسم الغزال الأسمر صاحب الملامح الجادة والرغبات المكبوته أمام شهية (الأنا).. والذي رغم كل الغزوات لم يُطرد في حياته من ملعب.. وكان حلمه الأخير مهاجمين لا يلتفتون للخلف..