فيما شيع الإيرانيون اليوم (الأحد) المسؤول الأول والعقل المدبر للبرنامج النووي العسكري محسن فخري زادة، الذي اغتيل (الجمعة) على يد مسلحين مجهولين في طهران، اعتبرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن تصفيته تفضح ضعف القبضة الأمنية داخل إيران وسهولة تجنيد الجواسيس لصالح أجهزة المخابرات الأجنبية. وبحسب الصحيفة، فإن اغتيال زادة يعكس تغلغل الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية على الرغم من هوس نظام طهران باتهام المدنيين الأجانب بالتجسس. وأفادت بأن العمليات الاستخباراتية المتزايدة في إيران تدل على سهولة تجنيد الجواسيس لصالح أجهزة المخابرات الأجنبية، وهو ما سهله الاحتقان الداخلي المتزايد خصوصا بعد قمع احتجاجات العام الماضي. وأكدت الصحيفة أن ضعف الأمن الداخلي وخطر حدوث اضطرابات داخلية بسبب معاناة الشعب اقتصادياً واجتماعياً كلها عوامل تزيد من صعوبة استمرار نظام طهران في دعم أذرعه العسكرية في المنطقة. وشددت على أن رد طهران على اغتيال عالمها النووي سيكون مرتبطاً بأي مفاوضات محتملة مع إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن حول اتفاق نووي جديد. ودعت إدارة بايدن إلى التفاوض من موقع قوة مع النظام الإيراني الضعيف. وانتقد مسؤولون إيرانيون ضعف أجهزة المخابرات، وقال سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، إن استمرار مثل هذه الأعمال يشير إلى ضعف أجهزة المخابرات، مطالباً بإيجاد حل. ووصف القائد السابق في الحرس الثوري حسين علائي ما حدث بأنه خرق أمني فاضح على الساحة الإيرانية. وقال: أكثر من 10 سنوات وإسرائيل تقوم بعمليات داخل إيران، بما في ذلك اغتيال العلماء، مضيفاً أن طريقة قتل زادة تكشف أن الهيكل العملياتي الإسرائيلي في إيران متطور للغاية، ويعتمد على معلومات دقيقة. من جهتها، اعتبرت منظمة الطاقة النووية الإيرانية أن منفذي الانفجار الأخير في موقع نطنز النووي هم أنفسهم من قتلوا فخري زادة، دون أن تقدم أي دليل على ذلك. واتهمت إسرائيل بالتورط في القضيتين، فيما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن لجنة الأمن القومي قولها: إن إسرائيل تقف وراء الاغتيال.