تحدث سمو ولي العهد الأمير محمد سلمان بن عبدالعزيز في تصريحه المطول عن مكافحة الإرهاب، وبشكل تاريخي، كون تصريح سموه وثيقة مهمة للتاريخ، وتعهد من رجل حازم بالقضاء على هذه الآفة. وقال سموه بتصريح تاريخي إن ظاهرة الإرهاب كانت مستشرية بيننا حيث «وصلنا إلى مرحلة نهدف فيها، بأفضل الأحوال، إلى التعايش مع هذه الآفة. لم يكن القضاء عليها خياراً مطروحاً من الأساس. ولا السيطرة عليها أمراً وارداً». ويقول: «قدمت وعوداً في 2017 بأننا سنقضي على التطرف فوراً، وبدأنا فعلياً حملة جادة لمعالجة الأسباب والتصدي للظواهر»، مضيفاً: «خلال سنة واحدة، استطعنا أن نقضي على مشروع أيديولوجي صُنع على مدى 40 سنة»، معلناً «اليوم لم يعد التطرف مقبولاً بالسعودية، ولم يعد يظهر على السطح، بل أصبح منبوذاً ومتخفياً». وتعهد سموه بالاستمرار «بمواجهة أي مظاهر وتصرفات وأفكار متطرفة». حيث يقول سموه إن السعوديين أثبتوا سماحتهم ونبذهم للأفكار ال«دخيلة عليهم من جهات خارجية تسترت بعباءة الدين». ويقول سموه «إن خطاب الكراهية هو الدافع الرئيسي لتجنيد المتطرفين وإن ذلك يشمل خطاب الكراهية الذي يستخدم حرية التعبير وحقوق الإنسان كمبرر»، مضيفاً، وهنا يجب التركيز: «نتوعد كل من تسول له نفسه القيام بعمل إرهابي واستغلال خطابات الكراهية بعقاب رادع ومؤلم وشديد للغاية». ويقول ولي العهد «منذ أول عملية إرهابية في 1996 وبشكل متزايد حتى عام 2017، يكاد لا يمر عام بدون عملية إرهابية. بل وصل الحال إلى عملية إرهابية في كل ربع عام أو أقل. بل إنه بين عام 2012 و2017 وصل هؤلاء الإرهابيون إلى داخل المقرات الأمنية نفسها. ومنذ منتصف عام 2017، وبعد إعادة هيكلة وزارة الداخلية وإصلاح القطاع الأمني انخفض عدد العمليات الإرهابية بالسعودية حتى اليوم إلى ما يقارب ال«صفر» باستثناء محاولات فردية ولم تحقق أهدافها». لأن العمل «أصبح استباقياً». وهذا التصريح الوثيقة، والذي أفردت له هذه المساحة عمدا ليتضح السياق، يعني أننا أمام دولة، وقيادة، تسمي الأشياء بأسمائها، وتواجه الرأي العام بالحقائق ليكون على بينة من خطورة ما مر بنا، وطوال أربعة عقود. وكذلك لتتعهد بمكافحة الإرهاب، وضمان عدم عودتهم، أو التساهل معه، وكلنا ثقة بقيادتنا، والأمير محمد بن سلمان، ونعرف أن محاربة التطرف والإرهاب، درب طويل لكن لا بد من التكاتف، والوقوف مع الدولة، ونبذ كل مظهر من مظاهر التطرف، ومسبباته. ولذا فنحن بأمس الحاجة الآن إلى عمل منظم لرصد كل مظاهر التطرف في التعليم، والمحتوى الثقافي، فتركة أربعين عاماً ليست بالأمر السهل، وتحتاج إلى تنقيح حقيقي لتركة تم حشوها بأفكار بالية. [email protected]