اهتمام حثيث من قبل القيادة بالحريق الهائل الذي شهده جبل غلامة بمحافظة تنومة مساء أمس الأول، ومتابعة مستمرة من قبل وزير الداخلية، وإشراف مباشر من أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، تمكنت فرق الدفاع المدني بمشاركة عدد من الجهات الحكومية من السيطرة على نسبة 70% من الحريق حتى ساعة إعداد هذا الخبر، والذي بلغ مساحته 500 ألف متر مربع، في ظل صعوبة التضاريس التي اندلع فيها. وكان مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان العمرو، وصل لموقع الحريق بناء على توجيه وزير الداخلية، لدعم أعمال غرفة العمليات المشتركة بإمارة عسير والفرق الميدانية في إدارة أزمة الحريق، فيما نقل من موقع الحدث تحيات وتقدير وزير الداخلية لجميع العاملين في غرفة العمليات المشتركة في الإمارة والفرق الميدانية، التي تواصل أعمالها في متابعة الإخماد وإدارة الأزمة بكافة توقعاتها. وقد تم تنفيذ العديد من الإجراءات الوقائية في مراحل إخماد الحريق، ومنها إخلاء منزل واحد فقط، كإجراء احترازي، رغم بعده عن موقع الحريق، وتم تعزيز عملية الإخماد بالطائرة الاستطلاعية عند أول ضوء، أمس. ودعمت الموقف الفرق الاحتياطية لطوارئ شركة الكهرباء، وفرق الدعم من شركات الاتصالات التي وصلت من أبها وتم إعادة التيار الكهربائي للقرى المجاورة للحريق بعد التأكد من سلامتها. وتابعت غرفة العمليات المشتركة، الحركة المرورية على الطريق الرابط بين محافظتي النماص وتنومة، من أجل التعامل السريع لفك الاختناقات المرورية على الطريق المحاذي لموقع حريق تنومة ومنع مرور الشاحنات في الوقت الراهن. وكان المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في عسير النقيب محمد السيد، صرح أن مدني محافظه تنومة ورده بلاغ مساء أمس الأول، عن حريق في أعشاب وأشجار بجبل غلامة بقرية ظهارة، وبالوصول للموقع وجد أن الحادثة عبارة عن حريق في أشجار وأعشاب في منطقة وعرة جداً، يصعب معها مباشرة الآليات، ونظراً لذلك تم مباشرة الحالة بواسطة فرق راجلة باستخدام المعدات والتجهيزات اللازمة، في مثل هذه الحوادث، كما تم تطبيق خطط الإسناد المعدة مسبقاً للدعم البشري، والآلي، وعمل فرق تدخل سريعة موجودة احترازياً في المواقع السكنية المجاورة. ورحب عدد من أبناء محافظة تنومة، ومنهم شيخ قبيلة جبيهة سعيد بن مسفر الشهري، بفتح أبواب منازلهم وشققهم المفروشة لكل شخص أو أسرة تم إخلاؤهم من منازلهم نتيجة الحريق، في موقف إنساني نبيل، سجل إعجاب الكثيرين من أبناء المحافظة ومنطقة عسير بوجه عام، والذين أكدوا أن ذلك غير مستغرب من أبناء الوطن، ويؤكد تكاتف الشعب السعودي والوقوف معاً جنب إلى جنب في الأزمات.