شددت مصادر طبية على ضرورة عدم الإفراط في تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية، دون الحاجة واستشارة الطبيب، وذلك تجنبًا للحصول على نتائج عكسية وأي مضاعفات خطيرة. وكشف الطبيب المتخصص في طب الأسرة بالمدينة د. نايف العُمري بأن المكملات الغذائية من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية «البروتينات» الدهنية التي تستخدم في علاج النقص الناتج عن بعض الأمراض، أو لتعزيز نمو الجنين الصحي أثناء الحمل أو لتعويض النقص الناتج من سوء النظام الغذائي، أو بسبب اضطرابات الجهاز الهضمي والعديد من الحالات الأخرى. وأضاف بقوله: بشكل عام فإن معظم الناس يحصلون على حاجتهم من الفيتامينات والمعادن والبروتينات والدهون من نظامهم الغذائي، إلا أن البعض قد يلجأ للمكملات الغذائية في حال الحاجة إليها، ويجب أن يكون ذلك بعد استشارة المختصين لتحديد الجرعات اللازمة لتفادي المشاكل الصحية التي قد تنتج عن الإفراط في تناولها. واستعرض د. العُمري أبرز الأضرار الصحية الناتجة عن الإفراط في تناول المكملات الغذائية الدارجة بين الناس، حيث أن الإكثار من فيتامين «أ» قد يكون يسبب الغثيان والتقيؤ والدوار، عدم وضوح الرؤية، ترقق العظام، تضخم الكبد. وأشار د. العُمري إلى أن فيتامين ب-6 يشكل أهمية للنمو الطبيعي للمخ وللحفاظ على صحة الجهاز العصبي وجهاز المناعة، ولكن الإفراط في تناوله ينتج عنه نقص في القدرة على التحكم في العضلات أو تنسيق الحركات الإرادية، وأما فيتامين ب-9 تكمن أهميته في تكوين خلايا الدم الحمراء ونمو الخلايا السليم؛ ولكن قد يؤدي الإفراط في تناوله عدة أمور منها: فقدان الشهية، طعم كريه في الفم، الغثيان، التشوش واختلال أنماط النوم. وأوضح د.العُمري بأن فيتامين ب-12 هو فيتامين قابل للذوبان في الماء يؤدي أدوارًا أساسية في تكوين خلايا الدم الحمراء وأيضًا الخلايا والوظائف العصبية وإنتاج الحمض النووي وقد تتسبب الجرعات العالية من ب12: الدوار، الصداع، القلق، الغثيان والتقيؤ، وأن فيتامين ج «حمض الإسكوربيك» يعد من الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم لتكوين الأوعية الدموية والغضاريف، ويعد ضروريًا لعملية التعافي للجسد ولكن الجرعات العالية تسبب: الغثيان والتقيؤ، حرقة في فم المعدة، الالتهاب، الإرهاق والأرق، الصداع، النعاس والإسهال. وأما عن فيتامين «د» فقد أكد د.العُمري بأنه ضروري لبناء عظام صحية والحفاظ عليها وذلك لأن الكالسيوم المكون الأساسي للعظام لا يمكن أن يمتصه الجسم إلا عندما يكون هذا الفيتامين موجودًا، ولكن تناول كمية كبيرة منه يؤدي إلى: فقدان الوزن، مشاكل عدم انتظام ضربات القلب، قصور في وظائف الكلى وتكون حصوات الكالسيوم وغيرها. وقال د.العُمري كذلك المعادن، الإفراط فيها يؤدي إلى أضرار صحية، فمثلًا الحديد يسبب التقيؤ، الإمساك، ألم البطن، اضطراب ضربات القلب والزنك يسبب الغثيان والتقيؤ وإسهال، فقدان الشهية، صداع، أما الكالسيوم يتسبب الإفراط به ب: آلام في المعدة، الإمساك، القصور الكلوي، تكلس الأوعية الدموية، حصى الكلى. وقال: يعد بروتين مصل اللبن أحد البروتينات الرئيسية الموجودة في منتجات الألبان، حيث يوفر كميات من الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة للقيام بالوظائف التي تؤديها البروتينات في الجسم، وعادة ما يأخذ الأشخاص هذا النوع من البروتينات لتحسين الأداء الرياضي وعلاج أوجه النقص أو المشكلات الغذائية، وتشير بعض الدراسات إلى أن هذا النوع من البروتين يمكن أن يتسبب في اضطرابات في الجهاز الهضمي كما يجب الامتناع عن تناوله في حالة فرط التحسس أو الحساسية تجاه منتجات الألبان. أما عن الأحماض الدهنية فيعد زيت السمك مصدرًا غذائيًا للأحماض الدهنية أوميغا 3، وهي مواد يحتاجها الجسم لعدة وظائف ابتداءً من النشاط العضلي إلى نمو الخلايا، ولكن تناول جرعات عالية من مكملات زيت السمك الغذائية يزيد من خطر النزيف ومن المحتمل أن يزيد من خطر التعرض للسكتة الدماغية. وأكد د.العُمري على أهمية استشارة الطبيب لتشخيص الحالة ومدى الحاجة لاستخدام المكملات الغذائية بالإضافة إلى تحديد الجرعات الآمنة والمدة الزمنية المناسبة للاستخدام كذلك التحدث مع الطبيب أو مع أخصائي التغذية عن أي مكملات يتم استخدامها حاليًا وتزويدهم بالجرعة والمدة الزمنية للاستخدام فبهذه الطريقة يمكنهم مساعدتك في الحفاظ على الجرعات المطلوبة في نطاق آمن.