كثر الحديث والنقاش حول مشاهير التواصل الاجتماعي أو كما يسميهم البعض (المؤثرين)، وكانت هناك نقاط كثيرة هي محل جدل مثل تصدرهم المشاهد الثقافية والاجتماعية منافسين للصحافة الحقيقية، وكان محل الخلاف المبالغ العالية التي يتقاضونها مقابل الإعلانات دون تصاريح أو ضرائب على ذلك، وأيضا تأثر فئتي الشباب والمراهقين بممارسات المشاهير التسويقية لبعض مظاهر الرفاهية والبذخ، ومحاولة قولبتها وكأنها الحياة السعيدة الطبيعية لأي شخص، والكثير من تجاوزات المشاهير الأخلاقية أو الاجتماعية أو حتى مخالفة النظام أحيانا، والغريب أنه لا زال البعض ينخدع بأسلوب قديم وهو أن يقوم المشهور بمخالفة النظام أو العادات والتقاليد لكي يحصل على عدد كبير من المشاهدات من فئة غير واعية تبحث عن الفضائح وما هو خارج المألوف، ثم يأتي بعدها ويعتذر ويبدأ البعض يدندن بمعزوفة (الاعتذار قوة)، وكأن كل ما حدث لم يكن مخطط له بطريقة الدعاية السلبية، وهو أسلوب إعلاني معروف لدى ممارسي التسويق والإعلام، وهو القيام بفعل سلبي أو إيحاء خاطئ ليقوم الناس بالنشر والاستهجان والمحاربة له والحديث عنه بسلبية، ولكنه حقق الهدف الأعلى وهو الانتشار، ثم يخرج ويعتذر!! من هم أطراف هذه النقاشات عن المشاهير؟! هم عدة فئات منهم الإعلام الذي يطرح بحياد كما فعل الزميل جمال المعيقل في برنامج يا هلا على روتانا خليجية، وفئة ستهاجم المشاهير لأنهم قاموا بأخذ مكانتهم كبعض ممارسي الصحافة الحقيقية، أو بعض الذين لا يستطيعون أن يحققوا ما حققه المشاهير سواء بابتذال أو تهريج أو محتوى قوي وهذه قلة بينهم، وفئة ستدافع عنهم من المهووسين بهم والمتابعين الذي بعضهم أقرب ليكونوا تابعين لهم، ولا ننسى فئة مهمة وهي بعض المشاهير أنفسهم الذين يحاولون الظهور بمظهر المظلوم عندما يشمله المجتمع مع باقي المشاهير ذوي المحتوى الهابط! والبعض يخطط ويسعى ليكون مشهورا فيبدأ الدفاع عنهم من باب الاحتياط في حال أصبح منهم. وسيستمر النقاش ما بين مؤيد لهم ومعارض، وما بين محارب لهم ومدافع عنهم، ولن تنتهي هذه الحرب ضدهم، خصوصا من قبل من تضرر من المشاهير مثل شركات الدعاية والإعلان والصحفيين الحقيقين، وفئة ممن أحرقتهم نيران الغيرة مما وصل له بعض المشاهير، وسيستمر المشاهير يدافعون عن بعضهم ويحاولون تصنيف المشاهير ليجعلوا من أنفسهم الفئة الأفضل، والفيصل في كل ذلك يبقى بيد المجتمع إن أراد أن يتابع المشاهير أم لا، ولا أنسى دور الجهات الحكومية والخاصة التي آمنت بهم واستعانت بمنصاتهم، وقد يستغرب البعض إذا طالبت الجهات الحكومية بأخذ مقابل من المشهور عند خروجه معهم في تغطيات أو حصريات تساهم في انتشاره، فهي دعاية له بدون مقابل!! أخيراً.. خلاصة القول في أن ممارسات مشاهير التواصل الاجتماعي لابد أن تتم تحت رقابة عالية على المحتوى، وتنظيم مؤسسي حكومي لكل الممارسات الإعلامية أو الإعلانية، وتوعية المجتمع لعدم الانجراف خلف صورة أرجوانية مزيفة يحاول البعض لترويجها.