كشفت روسيا اليوم (الجمعة)، أن أرمينياوأذربيجان وافقتا على المشاركة في مفاوضات في موسكو، دعا لها الرئيس فلاديمير بوتين تهدف إلى إنهاء المعارك في ناغورنو كاراباخ، فيما توقع بيان رئاسي فرنسي إعلان هدنة مساء اليوم أو غداً. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن باكو ويريفان أكدتا مشاركتهما في مشاورات موسكو، مضيفة أن التحضيرات جارية للمحادثات المنتظرة في وقت لاحق، والتي يشارك فيها وزيرا خارجية البلدين. فيما أعلن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، استعداده لاستئناف عملية السلام مع باكو. وقال: نحن على استعداد لاستئناف عملية السلام تماشياً مع التصريحات التي صدرت أخيراً عن رؤساء ووزراء خارجية دول مجموعة مينسك، التي تضم فرنساوروسيا والولايات المتحدة. وفي باريس مصدر في الإليزيه «نتحرّك باتّجاه هدنة إما الليلة أو غداً لكنها لا تزال هشة». وجاءت تصريحاته بعدما تحدث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، هاتفياً مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان ليل الخميس والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الجمعة. في وقت كشف دبلوماسي أوروبي، أن تركيا أرسلت مرتزقة لدعم قوات أذربيجان. وقال إن أنقرة تنفرد بالتدخل الخارجي في ناغورنو كاراباخ وتتجاهل مجموعة مينسك. وأضاف أن تدخل تركيا عسكرياً في ناغورنو وتواصل قصف ستيباناكرت، عاصمة إقليم ناغورنو كاراباخ، ومناطق مأهولة في أذربيجان، وفق السلطات المحلية. وفي شوشة الواقعة على مسافة 15 كلم جنوب ستيباناكرت، طاول القصف مرتين كاتدرائية تحمل رمزية تاريخية كبيرة. وفي حين لم يخلف القصف الأول ضحايا، أصيب في الثاني صحفيون روس ومحليون، يحمل أحدهم جراحاً بالغة. وقالت الحكومة الأرمينية إن الصحفيين توجهوا للمكان لمعاينة مخلفات الهجوم في الصباح، مشيرة إلى أن أحدهم بصدد الخضوع لعملية. بدوره، نفى الجيش الأذربيجاني قصف الموقع، مؤكداً أنه لا يستهدف المباني والمعالم التاريخية والثقافية، وخاصة الدينية. واتهمت أذربيجان في المقابل القوات الأرمينية باستهداف مناطق مأهولة في أراضيها. وأكدت باكو مقتل مدنيين اثنين في عمليات القصف هذه، لكن استبعد عدد من السكان فكرة النزوح متشبثين بموقفهم منذ بداية الأعمال العدائية. وتأتي عمليات القصف في حين يفترض أن يلتقي أطراف مجموعة ميسنك التي تضم روسيا والولايات المتحدةوفرنسا، بوزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف في جنيف. وتحاول المجموعة منذ منتصف التسعينات الوصول إلى حلّ للنزاع عبر المفاوضات، وقد خلفت حرب أولى بين الطرفين 30 ألف قتيل في فترة انهيار الاتحاد السوفييتي. وتراوحت الحصيلة الرسمية للمعارك منذ 27 سبتمبر بين 300 إلى 400 قتيل بينهم مدنيون، لكن هذه الأعداد لا تزال جزئية إذ لا تعلن باكو خسائرها العسكرية، كما يؤكد كل من الطرفين أنه كبد الآخر آلاف القتلى في صفوف جنوده. ويثير تجدد القتال مخاوف في الخارج من «تدويل» النزاع في منطقة تتداخل فيها مصالح روسياوتركيا وإيران والغرب، لا سيما أن باكو تحظى بدعم تركي فيما ترتبط موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان. ووجهت اتهامات إلى تركيا بالتدخل في النزاع عبر إرسال معدات وقوات. وحذر بوتين الذي يلعب دور الحكم في المنطقة بأنه في حال امتدت المعارك إلى خارج كاراباخ لتطال أرمينيا، فإن موسكو ستفي ب «التزاماتها» بموجب تحالفها العسكري مع يريفان.