ألزم القضاء مواطنا برد مبلغ 50 ألف ريال حولها مواطن آخر إلى حسابه عن طريق الخطأ، المدعى عليه كان قد تلقى إشعارا بنكيا بتحويل مبلغ 70 ألف ريال إلى حسابه، فقام بتحويل 20 ألفا منها إلى حساب أخيه ومن ثم ردها بعد ذلك للمودع، لكنه أنكر معرفته بمصير بقية المبلغ الذي خرج من حسابه كما دخله ! لكن تدقيقا للعمليات المصرفية عبر مؤسسة النقد والبنك بطلب من المحكمة أثبت قيامه بتحويلها إلى أشخاص آخرين، فأصدرت حكما يلزمه بردها خلال خمسة أيام ! قبل أيام حصل لي موقف مشابه مع اختلاف الأرقام وردّ الفعل، حولت مبلغا ماليا لقاء عملية شراء منتج عبر الإنترنت، ففوجئت بمتلقي الحوالة يشعرني بأنني قمت بتحويل مبلغ خمسة ريالات وخمسين هللة له بالخطأ، ولأن المبلغ لا يساوي تكلفة العمليات المصرفية فقد أبلغته بأنني أتنازل عنه، لكنه رفض وأصر على رده إبراء للذمة ! المسألة هنا لا علاقة لها بقيمة المبلغ، بل بالذمة، والفارق بين الريالات الخمسة والخمسين ألفا هو تماما الفارق بين تفاوت نسب حياة الضمائر والذمم ! في ما يتعلق بالذمم المالية لا فرق بين الهللة الواحدة والمليارات أمام الله عز وجل، فكلاهما بمثقال واحد عندما يقف الإنسان يوم الحساب ليقدم كتابه ! باختصار.. عندما تفاجئك رسالة إيداع من بنكك لمبلغ غير منتظر ومن مصدر مجهول، فكر مرتين وثلاثاً قبل التصرف به وكأنه مالك، فالأموال لا تهبط من السماء كما أن لا وجود لجني الأمنيات ولا بابا نويل ! K_Alsuliman@ [email protected]