قلوب لا تزال تخفق خوفاً كلما ذكر اسم كورونا بعد أن مسها الخطر وزال، وعيون لم تنس دموع الخوف على المصابين، أرواح نحبها تصارع كورونا داخل غرف العناية المركزة وتحت رحمة أجهزة التنفس الاصطناعي، وأعزاء تسبب كوفيد في رحيلهم عنّا بعد أن كانوا العين وقرتها، وأشخاص كثر لا يرغبون في خوض تجربة مع القلق والخوف أو حتى الفراق بسبب الجائحة. فأر هدم سد مأرب، مستصغر شرر تسبب في نار عظيمة، أشياء صغيرة نقلها التاريخ لنا ليظهر أن التهاون في بعض الأمور قد يتسبب بكوارث عظيمة، ففي الوقت الذي بدأت فيه العديد من دول العالم بالعودة إلى تشديد الاحترازات الوقائية ضد فايروس كورونا، من تقليل لعدد الأشخاص في التجمعات، وفرض إغلاق مبكر للمطاعم والمقاهي، مع تشديدها على حقها في العودة إلى الاغلاق العام كما عاشت السعودية قبل أشهرعدة بعد أجبرت الحكومة السعودية على فرض منع التجول حماية للسعوديين. إلا أن عدداً من المحتفلين بالذكرى ال90 لليوم الوطني السعودي غاب عنهم حجم الخطر المتربص بنا بعد تساهلهم وتهاونهم في اتخاذ الإجراءات الوقائية ظناً منهم أن بدء انحسار كوفيد-19 إشارة خضراء للعودة إلى الحياة الطبيعية. وعلى مدى الأسابيع الماضية القليلة بدأت وزارة الصحة السعودية في رؤية بصيص النور في آخر النفق، مبشرة السعوديين بانخفاض أعداد المصابين بفايروس كورونا، وهبوط أرقام الإصابات من خانة الآلاف إلى المئات، حتى اختفت عدد من أسماء المحافظات التي لم يكن يسمع بها قبل الجائحة، إلا أن ما نقلته المقاطع المتداولة لاحتفالات اليوم الوطني في عدد من المدن السعودية أجبر المتحدث باسم وزارة الصحة إلى تعليق جرس الإنذار للسعوديين، آملاً منهم التعاون في الحفاظ على سلامتهم وصحتهم وحياة من يحبون. جرس إنذار الدكتور محمد العبدالعالي الصارخ قلقاً وأسفاً على ما حدث من ازدحام وتجاوز للاحترازات الوقائية في احتفالات اليوم الوطني، أكد على أن الوباء لا يزال موجوداً وبقوة، وشدد على أن التساهل، والتهاون يمكن أن يعيد زيادته وتسارعه لا سمح الله، ليفتح بدوره باب التساؤل ب:«هل سنعود لحمل المسؤولية مجدداً ونستشعر خطورة الموقف؟».