تجيء مناسبة اليوم الوطني المجيد لوطني المملكة العربية السعودية الغالية على قلوبنا جميعاً، وهي تتقاطع مع مناسبة عزيزة على قلبي وقلب أي مواطن سعودي، يرى بلاده تمضي قدماً نحو المستقبل برؤية حصيفة وخطى متوثبة، هذه المناسبة هي مناسبة افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» وهي القامة العلمية والبحثية والأكاديمة الشاهقة التي أنتمي لها. وبقراءة سريعة للمشهدين ومحطات التقاطع بينهما يمكن لي الجزم بأن الجامعة استلهمت من وحدة الوطن على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود شموخها وهيبتها وثراء تقاليدها رغم أن عمرها في قياس عمر القلاع الأكاديمية والبحثية جداً قصير. لذلك ونحن في هذه الأيام المشرقة التي تسجل فيها بلادنا إنجازات جبارة في كل الاتجاهات وفي مختلف الآفاق سياسياً واقتصادياً وعلمياً تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده راسم رؤية المستقبل الأمير محمد بن سلمان، نجد أن جامعة كاوست تستلهم من الركض المتواصل من أجل تحقيق أكبر قدر من الإنجازات لبلادنا وتسجل بدورها إنجازاتها في إطار مشروعها العلمي والبحثي والأكاديمي. فهذه الجامعة التي لم يمض على إنشائها إلا عقد من الزمان وسنتان ها هي الآن تتباهى بأنها استطاعت استقطاب علماء وباحثين وطلابا من 100 جنسية مما يجعلها الأكثر تميزا بهذا التنوع الذي يؤكد مفهوم التعايش الذي تكرسه بلادنا في كل المحافل الدولية. ولا يقتصر تفرد الجامعة بتعدد جنسيات المنتسبين لها فقط، بل بتعدد منجزاتها البحثية، حيث أثبتت الجامعة، أو بمعنى أدق، رسخت مفهوم أن الأبحاث العلمية جزءٌ لا يتجزأ من أولويات الدول التي تسعى للتفوق والتطور في شتى الميادين. وتتجلى أهمية ذلك في المجالات التي تهم الإنسان وهي المجالات الأربعة التي خصصت جامعة كاوست مجمل أبحاثها نحوها وهي مجالات «الماء، البيئة، الطاقة، والغذاء» ويحسب للجامعة في هذا السياق أنها قدمت للمشهد العالمي مجموعة رائعة من الباحثين السعوديين المميزين في هذه المجالات. كما أن الجامعة وجهت بوصلة البحث العلمي لما يهم البيئة باعتبار أنّ تحدي البيئة والمحافظة عليها من أهم التحديات التي تواجهها البشرية في هذا القرن، فقامت بالكثير من النشاطات والأبحاث للمحافظة على بيئة البحر الأحمر واستكشاف عوالمه مع الحفاظ بقوة على كائناته البحرية المعرضة للانقراض، حيث سُجِّلَت بجدارة كأول جامعة سعودية تحصل على شهادة الهيئة السعودية للحياة الفطرية لاتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض. ومع تفشي جائحة كورونا في العالم أجمع لم تقف الجامعة ومراكزها موقف المتفرج حيث نسقت مع الجهات المعنية بتقديم الرعاية الصحية في بلادنا بما في ذلك وزارة الصحة والمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها في تطوير منصات التشخيص السريع والتحليلات الجينية والأدوات المساعدة في تتبع انتشار الفايروس وتطوره، إضافة إلى ذلك كرست جامعة كاوست جميع مراكز البحوث لديها مع نخبة من الكوادر العلمية المتميزة لتطوير حلول لمكافحة هذه الجائحة التي أربكت العالم أجمع. ولأن المحور الأساس لرؤية سيدي سمو ولي العهد ورئيس مجلس أمناء الجامعة هو تمكين الشباب، فإن الجامعة قدمت عدداً لا يحصى من المبادرات في هذا المجال واستفاد منها عدد كبير من الشباب السعوديين المتفوقين. كما ساهمت «كاوست» في تطوير البنية التحتية والحضرية لبلدة ثول التي تقع الجامعة في مدارها الجغرافي. كما أن المناشط التي تعني بلادنا مثل خدمة الحجاج والمعتمرين وتمكين المرأة والسياحة الداخلية كل هذه المناشط ساهمت «كاوست» بكفاءة في المساهمة في تقديم كافة الحلول العلمية والتطبيقات الإلكترونية لها. وبالنسبة لهذا الموضوع لم يتوقف دور الجامعة عند هذه المناشط بل تشاركت علمياً مع العديد من الجهات الحكومية في تبادل الخبرات وبناء علاقات استراتيجية وثيقة. نائب رئيس جامعة «كاوست» للشؤون الحكومية S_Althunayan_@