يصنف نخيل حلوة الجوف ضمن الأشهر والأجود في الجزيرة العربية، إذ يزيد وزن العذق على 100 كيلوغرام، متى ما لقيت النخلة الرعاية والاهتمام الكافيين. وتسمى منطقة الجوف بأرض الحلوتين؛ لعذوبة مياهها، إضافة إلى أنها موطن نخيل حلوة الجوف التي تتميز بطريقة تقديمها، إذ تؤكل بجميع حالاتها بسراً (بداية مرحلة الاستواء) ورطباً وتمراً، وقل ما تجتمع هذه المزايا في النخيل. وتحتضن الجوف أكثر من مليون نخلة، لاهتمام المزارعين بها وحرصهم الدائم على تطويرها والتفاخر بغزارة إنتاجها وجودة مذاقها. وتنظم محافظة دومة الجندل سنوياً مهرجان التمور في الجوف لعرض إنتاج المزارع والمشاريع الزراعية بالمنطقة الذي يجد اهتماما كبيرا من أمير منطقة الجوف الأمير فيصل بن نواف، إذ خصصت جائزة باسمه في مسارات مختلفة لدعم وتشجيع المزارعين. وأوضح المزارع فايز المحيسن أن «حلوة الجوف» تعد المنتج الأول في سوق التمر في منطقة الجوف وبعض المناطق الشمالية، مشيرا إلى أنها من النخيل غير الحساسة وتتحمل الأجواء الحارة والباردة. وبين أن أهالي الجوف يتفاخرون بها ويقدمونها في المجالس والاحتفالات كونها أحد رموز المنطقة، موضحا أن أهالي المنطقة يبدعون في كنزها وحفظها لأنها تتحمل لسنوات في ظروف مختلفة دون أن يتغير طعمها. واعتبر عبدالناصر الخليوي (أحد مؤسسي سوق التمور الموسمي بالمنطقة)، حلوة الجوف أحد روافد الاقتصاد بالمملكة، لافتا إلى أن عددها يزيد على مليون نخلة. وحث الخليوي رجال الأعمال على الاستثمار بالمنطقة التي تحتاج لمصنع تمور على مستوى عالٍ، يلبي حاجة الجوف التي تعد سلة الغذاء في المملكة، مطالبا بتسجيلها في المركز الوطني ليتسنى للمزارعين تصدير التمور لخارج المملكة أسوة بالمناطق الأخرى. وأفاد المزارع طارق الفارس أن المهتمين بالزراعة يحرصون على حلوة الجوف لأنها رمز للكرم والضيافة، وأيضاً لتميز مذاقها في جميع فصول السنة، فهم يتناولونها صيفا ويكنزونها شتاء وتشتهر بكثافة الدبس. وقال الفارس: «يكنزها البعض بالعلب البلاستيكية الصغيرة والكبيرة، وآخرون يكنزونها في مصانع خارج المنطقة لعدم توفر مصانع التمور في الجوف، كما تستخدم في المعمول وعصير التمر (المريسة) وغيرها».