في تطور لافت، أعلن رئيس ما يسمى ب«المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية» فايز السراج، وقفا شاملا لإطلاق النار، في كل الأراضي الليبية. وقال بيان صادر عن المجلس اليوم (الجمعة)، إن تحقيق وقف فعلي لإطلاق النار يقتضي أن تصبح منطقتي سرت والجفرة منزوعتي السلاح، وتقوم الأجهزة الشرطية من الجانبين بالاتفاق على الترتيبات الأمنية داخلها. ودعا إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة خلال شهر مارس القادم، باتفاق الأطراف الليبية. فيما شدد رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح على أن «وقف إطلاق النار سيخرج المرتزقة ويؤدي إلى تفكيك المليشيات». وتزامن رضوخ الوفاق، مع الحديث عن تفاقم الخلافات بين صفوف الفصائل والمليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج، وسط تنامي القلق على مصيرها ومستقبلها، على خلفية الاعتماد المتزايد لطرابلس على المرتزقة السوريين. وانتقد القيادي في مليشيات مصراتة فرج مصطفى اخليل، المرتزقة السوريين الذين واصفا إياهم ب«القمامة التي جاء بها الأتراك». واشتكى من تصاعد نفوذهم في مدن الغرب الليبي خصوصا في طرابلس، مستغرباً مواصلة حكومة الوفاق التعويل عليهم، عبر توسيع نشاطاتهم ومنحهم أدوارا أخرى غير التي جاؤوا من أجلها. وفضح في تدوينة نشرها، مساء الخميس، على صفحته ب«فيسبوك»، أماكن وجود المرتزقة في العاصمة قائلا «يوميا ومع كل صباح باكر في طرابلس تسمع تدريبات وصيحات.. من جاء بهم الأتراك في كلية الشرطة ومعسكر اليرموك، الآن يجري تحميل معسكر البحرية في تاجوراء، والسؤال هل أصبحت ليبيا مقرا ومكبّا للنفايات البشرية حسب الاتفاق» (في إشارة إلى الاتفاق المبرم بين الوفاق وتركيا). وتساءل «لماذا لم يتم تدريب كوادر الجيش الليبي في هذه المعسكرات المذكورة، وما الغاية والاستفادة من تدريب هذه الخردة البشرية والحرب متوقفة منذ أشهر ولا وجود لهم في الجبهة وغير مرغوب فيهم؟». ودعا اخليل مليشيات طرابلس إلى التحرك لوقف التمدد التركي الذي يقوده المرتزقة في مناطق نفوذهم، محذرا من خطورة الوضع ونتائجه. وتشعر المليشيا المسلحة الموالية لحكومة الوفاق في مصراتة وطرابلس بالقلق من أن المرتزقة قد حوّلوا تركيزهم من القتال في صفوف قوات الوفاق إلى العمل على الاندماج في المؤسسات الأمنية الرسمية، وهو ما يعني التهميش وحصر دورها وسحب البساط منها مستقبلا.