وسط تفاقم الخلافات بين الفصائل والمليشيا المنضوية تحت حكومة الوفاق الليبية المدعومة من النظام التركي، شنت «قوة حماية طرابلس» هجوما حادا على جماعة «الإخوان المسلمين»، واصفة إياها ب«الورم» الذي ينخر جسد البلاد. وتعتبر قوة طرابلس من الفصائل المسلحة التي تقاتل مع الوفاق، لكن خلافاتها مع «الإخوان» دفعها إلى كشف المستور. وأكدت في بيان أصدرته أمس (السبت)، أن أفعال هذه الجماعة المفسدة في الأرض منذ تغلغلها في مفاصل الدولة إلى يومنا هذا فاق الوصف من شدة إنهاك الدولة والفساد فيها وتخريبها. وأفادت بأن هذه الجماعة «ما زالت مستمرة في نهجها المُخرب من افتعال للأزمات، وخنق للوطن والمواطن».وحذرت الجماعة من التمادي في هذا التوجه، مؤكدة أن قوة حماية طرابلس وبصفتها صمام الأمان للعاصمة تتابع عن كثب تحركات الجماعة ومحاولاتها الحثيثة في خلق الفتنة التي تصب في صالحها على حساب الوطن. من جهتها، دعت وزارة الدفاع في الوفاق في بيان جميع الأطراف بالبلاد إلى تحمل مسؤولياتهم والتوحد. ولفتت إلى أن محاولة إسقاط الأجسام السياسية الحالية دون الوصول إلى انتخابات عامة تعني إدخال البلاد في فوضى عارمة. ودعا البيان المجلس الرئاسي إلى تقدير حجم المخاطر التي قد تنجم عن بيانات بعض أعضائه (لم يحددها)، وضرورة الجلوس لحل مختلف المطالب وتوفير المستلزمات للشعب. وكان نائب رئيس حكومة أحمد معيتيق انتقد استئثار رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج بالقرارات، فيما عمت مظاهرات غاضبة ضد الوفاق طرابلس أمس الأول احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وتفشي الفساد. في غضون ذلك، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عمليات تجنيد المرتزقة التي تقوم بها أنقرة داخل مخيمات في إدلب وحلب لا تزال متواصلة. وأفاد أمس (السبت) بأن العملية تتم بإقناع «سماسرة» لمقاتلين بالذهاب إلى ليبيا للقتال تحت العباءة التركية، مقابل الحصول على مبالغ مادية، على أن يأخذ السمسار بالمقابل مبلغا لمرة واحدة يراوح بين 100 و300 دولار، وتأتي عمليات الترغيب بالجانب المادي في استغلال الوضع الاقتصادي الكارثي ضمن مناطق النفوذ التركي. وكان المرصد لفت قبل يومين إلى وصول دفعات جديدة من مقاتلي الفصائل السورية الموالية لأنقرة، إلى الأراضي الليبية، في إطار استمرار عملية نقل المرتزقة التي يقوم بها نظام أردوغان للقتال إلى جانب حكومة الوفاق، وقد وصلت دفعة جديدة خلال ال48 ساعة الماضية، يبلغ عددها نحو 300 مقاتل من فصائل السلطان مراد، وفرقة الحمزة، والسلطان سليمان شاه. وحسب إحصاءات المرصد، فإن أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية ارتفع إلى نحو 17300 مرتزق من الجنسية السورية بينهم 350 طفلا دون سن ال18، وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 6 آلاف إلى سورية بعد انتهاء عقودهم، في حين تواصل أنقرة جلب المزيد من المرتزقة إلى معسكراتها وتدريبهم.