أضحت الحياة في لندن أزمة كبيرة! فبعد معركة بطولية طوال النصف الأول من 2020 ضد وباء كوفيد-19؛ عاد فايروس كورونا الجديد ليحصد مزيداً من الضحايا في عاصمة الضباب. ورفض رئيس الوزراء بوريس جونسون أمس الأول أن يستبعد العودة إلى تدابير الإغلاق الكامل في لندن، إذا استمر تفاقم التفشي الفايروسي. وسارع عمدة لندن صادق خان لاتهام جونسون باللعب بمصالح كبرى مدن المملكة المتحدة. وبعث رسالة إلى جونسون يبلغه فيها بأنه فوجئ به وهو يلمح إلى احتمال إغلاق جميع مناطق لندن التي تحيط بالطريق السريع M25. وزاد خان أنه لم يُدع إلى الاجتماع الأمني للحكومة البريطانية منذ ستة أسابيع. ووصف ذلك بأنه أمر غير مقبول. وكان جونسون ووزير خزانته ريشي سوناك عرضا الأسبوع الماضي الإجراءات المحتملة في حال اندلاع موجة وبائية ثانية، وتشمل الإغلاق. وأعلنت رئاسة الحكومة أن التدابير المحتملة قد تشمل وقف النقل العمومي في حال تدهور الأزمة الوبائية. وتشير الإحصاءات إلى أن أسوأ منطقتين تضرراً في لندن هما حي هاكني، وحي مدينة لندن، حيث تم تشخيص 19 مصاباً بالفايروس من كل 100 ألف شخص، خلال الفترة 25-31 يوليو الماضي. وسجلت بريطانيا أمس 938 إصابة جديدة خلال الساعات ال 24 المنتهية صباح الثلاثاء. وأعلن متحدث باسم رئاسة الحكومة أمس أن «استراتيجية الاحتواء» التي أقرها جونسون تشمل الإغلاق، وحظر حركة البشر. وذكرت صحيفة «التايمز» أمس أن الحكومة ستفرض على أي شخص قادم إلى لندن عدم المبيت فيها، إذا استفحل التفشي. ويحيط الطريق السريع M254 بلندن في شكل دائري، ما يعني أن إغلاقه سيؤدي إلى عزل لندن تماماً عن بقية أرجاء بريطانيا. وعلى رغم الضغوط التي يواجهها جونسون من قبل اللوبيات الاقتصادية والمالية للتعجيل بإطلاق النشاط الاقتصادي، فإن حكومته منعت السكان من زيارة بعضهم بعضاً في منازلهم، إلى حين إشعار آخر. وقررت تمديد إغلاق المحلات التجارية الخاصة بالتزلج على الثلج، والكازينوهات. ومع أن جونسون طالب الشعب بالعودة إلى مكاتبهم، بعد أشهر من العمل عن بعد، إلا أن موظفي أكثر من 62% من الشركات لم يستجيبوا لنداء جونسون. وبدت أمس محطات قطارات المترو التي تكون مزدحمة في الظروف العادية وهي تشكو قلة المستفيدين من خدمات قطاراتها. وتتيح قوانين صدرت في عام 1984 لوزراء الحكومة البريطانية إصدار أوامر بإغلاق شبكات النقل، والطرق السريعة، وإلزام أي شخص بعدم المبيت خارج منزله، طبقاً لتقديراتهم للمخاطر التي تحدق بالمملكة المتحدة.