لا يخفى على أحد ما تقوم به حكومة المملكة من جهودٍ جبّارة لإعمار الحرمين الشريفين وتوفير الأمن والرعاية لقاصديهما من كل مكان وفي كل زمان، وهو التزامٌ دستوري قطعته المملكة على نفسها منذ توحيدها، وقد تحول هذا الالتزام من مبدأ راسخ في وجدان ملوك المملكة إلى نصٍ في النظام الأساسي للحكم في عام 1412ه (1992م). في ظل اجتياح وباء كورونا (كوفيد 19) للعالم، وما نتج عنه من خسائر في الأرواح البشرية، وأعباء أثقلت كواهل الأنظمة الصحية (Health Systems)، وما يهدد به من أخطار وأضرار، أعلنت حكومة المملكة بأن حج هذا العام 1441ه (2020) سيكون بأعداد محدودة للحؤول دون تفشي هذا الوباء ليس في المملكة فحسب، بل في العالم أجمع! وبالفعل مُكّن عددٌ محدود من الحجاج من أداء الحج في جوٍ امتزج فيه شعورهم بروحانية الحج بشعورهم بالأمان على أنفسهم وصحتهم، وقد تكللت هذه الجهود التي بذلتها حكومة المملكة بإعلان وزارة الصحة عدم تسجيل أي إصابة بفايروس كورونا (كوفيد 19) في حج هذا العام. المشاهد والأخبار الملفتة للنظر حول هذا الحج كثيرة ومثيرة، ولعل أعينكم قد تعلقت في الصورة التي تظهر الحجاج وهم يطوفون حول الكعبة في دوائر منتظمة وكأنهم كواكب تدور حول الشمس. وهناك خبرٌ لا يقل إدهاشاً، إذْ ذكرت وزارة الحج أن الحجاج قد استخدموا أثناء رميهم لجمرة العقبة الكبرى «حصيات معقمة» جهزتها الوزارة لضمان سلامتهم! فلله در هذه البلاد وقادتها، وبئساً لكل من يرى هذه الحقائق الجلية ويشيح بطرفهِ عنها. أما أولئك الذين يسعون لحجب تلك الحقائق ويستخدمون كل شيء حتى الدين للإساءة للمملكة، فوددت أن يُرجموا بتلك الحصيات لولا أنها معقّمة!