أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، دعم المملكة للموقف المصري بشأن ليبيا وأهمية حل الوضع الليبي من خلال المشاورات السلمية، لافتا إلى أن المملكة تنسق بشكل كامل مع مصر في كل الملفات. وأوضح أنه حمل أمس (الاثنين) خلال زيارته للقاهرة ولقائه برئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالتنسيق الكامل مع مصر بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين والمنطقة. وأعرب وزير الخارجية عن ثقته في أن هذا التنسيق سيمكن من الوصول إلى مستويات جديدة في التعاون الثنائي ويدفع سبل الحل للمشكلات العربية من خلال منظومة العمل للعربي المشترك، الذي تمثل المملكة ومصر العمودين الأساسيين فيه. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري عقب اختتام اجتماعهما في قصر التحرير بالقاهرة «لقد تشرفت بنقل تحيات وتقدير مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد للرئيس عبدالفتاح السيسي، واستمعت إلى وجهة نظره المهمة حول نظرة مصر للوضع الإقليمي والأمن في المنطقة». وأشار وزير الخارجية إلى أن مباحثاته مع نظيره المصري تناولت شتى مجالات التنسيق والتعاون الثنائي والقضايا المهمة التي تواجه المنطقة والتحديات الكبرى لأمنها. وبين أن المباحثات بين الجانبين تطرقت إلى الوضع في ليبيا، مؤكدا دعم المملكة الكامل للموقف المصري وإعلان القاهرة وعلى موقف المملكة الثابت من أهمية حل الموقف الليبي من خلال المشاورات السياسية السلمية ووقف إطلاق النار واحترام مقومات الأمن القومي المصري. كما شدد على ضرورة إبعاد ليبيا عن التدخلات الخارجية بشتى أشكالها، وضرورة التوافق مع الرؤية المصرية في هذا الجانب، وعلى الاستمرار في التنسيق الكثيف لمحاولة إيجاد فرص لتجاوز هذا التحدي. وشدد الأمير فيصل بن فرحان على وجود توافق كامل بين رؤى البلدين فيما يدور بالمنطقة، مضيفا «نحن على اتصال مستمر، وسنكون يدا واحدة لتحقيق أمن وسلام المنطقة». من جانبه، رحب وزير الخارجية المصري سامح شكري بالأمير فيصل بن فرحان في أول زيارة له لمصر منذ توليه مهمات منصبه، وهو ما يعكس تميز العلاقات بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات، مشيدا بمستوى الروابط بين المملكة ومصر في ضوء توجيهات القيادة السياسية في البلدين والتنسيق المشترك لمواجهة للتحديات المشتركة. وقال شكري «إن الرئيس عبدالفتاح السيسي استقبل وزير الخارجية وتم خلال اللقاء التأكيد على توجيهات الرئيس السيسي وخادم الحرمين الشريفين لتكثيف التعاون واستمرار العمل المشترك للتعامل مع القضايا العربية خصوصا استعادة الأمن والاستقرار». وأوضح شكري أن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية وتفعيل آليات التعاون القائمة بين البلدين بشكل كامل، معربا عن تطلعه لاستمرار التنسيق الوثيق لما فيه مصلحة البلدين والأمن والاستقرار العربي بشكل كامل. وبشأن الملف الليبي، أوضح وزير الخارجية المصري أن القضية الليبية شهدت مشاورات كثيفة من قبل مصر عربيا وإقليميا، مجددا التأكيد على الموقف المصري الساعي لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا في إطار وقف إطلاق النار، والهادف ليس إلى التصعيد وإنما استقرار الوضع على الساحة الليبية من الناحية العسكرية وانخراط كافة مكونات الشعب الليبي في العملية السياسية. وقال «إن هذه العملية لا بد أن تأتي بعد هذه الفترة الطويلة والمعاناة لتتناول كافة القضايا المتعلقة بالحل السياسي من حيث تشكيل المجلس الرئاسي، وتشكيل حكومة تلبي حاجات الشعب الليبي، ومسؤوليات مجلس النواب في الإشراف على الحكومة، والتوزيع العادل للثروة، والوقف الرسمي لإطلاق النار، وإعادة ضخ البترول وتوزيع عوائده بشكل متساو على جميع الشعب الليبي». وشدد وزير الخارجية المصري على ضرورة التصدي لكل المحاولات الخارجية من أطراف إقليمية لتوسيع رقعة وجودها ونفوذها وتأثيرها السلبي على الساحة العربية، قائلا: «نحن مسؤولون عن الأمن والاستقرار في المنطقة العربية من خلال العمل المشترك في إطار الجامعة العربية والإطار الثنائي.. ولا نرضى أن تكون المقدرات مع طرف خارج الإطار العربي». وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد استقبل في قصر الاتحادية بالقاهرة أمس (الإثنين)، وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، إذ نقل له تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد. وجرى خلال الاستقبال استعراض العلاقات الوثيقة بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى بحث القضايا العربية والإقليمية الراهنة بما يخدم مصلحة البلدين.