أضحت الأخبار الواردة من المختبرات ومجالس إدارة شركات الدواء العملاقة العشم الوحيد لسكان العالم الذين أذاقهم وباء كوفيد-19 الويلات في جميع أرجاء كوكبهم. وعلى رغم أن بعضها يحمل الكثير من الوعود والبشري، إلا أن عدداً منها يبدو متضارباً مع خلاصات توصلت إليها جهات بحثية أخرى. فبعد يومين فحسب من إعلان نتائج تجارب سريرية مبشرة لأكثر من ثلاثة أمصال؛ حذرت دراسة نشرتها مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين» الطبية المحكّمة أمس من أن التعافي من كوفيد-19 قد لا يوفر حصانة من الإصابة مجدداً، خصوصاً بالنسبة لمن كانت أعراض إصاباتهم طفيفة. وحذرت أيضاً من الإغراق في التفاؤل بشأن ما يسمى «مناعة القطيع»، ومن التوقعات بشأن طول مدة الوقاية التي يمكن أن يوفرها أي لقاح. وجاءت تلك الخلاصات بعد رصد الأجسام المضادة في دماء 34 متعافياً كانت أعراضهم خفيفة. وأخذت عينات الدم بعد 37 يوماً من إصابتهم. واكتشف الباحثون أن الأجسام المضادة التي تكونت في دمائهم انخفض عددها سريعاً، ولم تدم أكثر من 73 يوماً. وأثارت هذه الدراسة قلقاً كبيراً بشأن إمكان معاودة إصابة المتعافين من كوفيد-19، خصوصاً ممن كانت أعراضهم طفيفة. وقال مؤلفو الدراسة، وهم من علماء جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس، إن الأمر يتطلب مزيداً من الدرس لمعرفة عدد الأجسام المضادة، ومعدلات تلاشيها، خلال 90 يوماً بعد التعافي. وكانت دراسة أجراها علماء جامعة كينغز كوليدج في لندن ذكرت أن مستوى الأجسام المضادة قد يهبط إلى مستوى متدن جداً خلال ثلاثة أشهر بعد الإصابة. وفي دراسة مشابهة، أوضح علماء مستشفى جبل سيناء الأمريكي أمس أن أبحاثهم أكدت أن 90% من المتعافين من فايروس كورونا الجديد تقوم أجسامهم بتطوير مناعة من العدوى الجديدة لمدة تستغرق ثلاثة أشهر على أقل تقدير. وأوضحوا أن خلاصاتهم مستمدة من تحليل حالات 19.700 متعافٍ. ففي نيويورك، وطبقاً لهذه الدراسة، فإن الأجسام المضادة التي تكونت بعد التعافي ليست قادرة فحسب على مقاتلة الفايروس الغازي، بل تملك القدرة على تحييده، بحيث يعجز عن اقتحام الخلايا في جسم الإنسان. غير أن علماء السويد قالوا (الثلاثاء) إن المصابين الذين تعافوا من كوفيد-19 قد يظلون محصنين من العدوى لمدة ستة أشهر بعد إصابتهم، سواء تكونت أجسام مضادة لديهم أم لا، وأعلنت وكالة الصحة العمومية السويدية أمس الأول أنه أضحى آمناً السماح للمتعافين بمخالطة الناس من المجموعات العالية المخاطر.