بدأت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية تدريس اللغة الصينية في مدارس التعليم العام، بداية الفصل الدراسي الثاني من العام المنصرم، وتركت للطلاب حرية الاختيار في دراستها مؤقتاً، على أن تكون هذه مرحلة أولى، يتبعها مراحل، ستشمل تدريس الفتيات أيضاً. وقد شرعت ثماني مدارس في تدريس الصينية؛ أربع منها في العاصمة الرياض، واثنتان في جدة ومثلهما في المنطقة الشرقية، وقد أوقفت جائحة كورونا الدراسة بشكلٍ عام في المدارس بداية مارس الماضي، أي بعد بداية دراسة الصينية بشهرين. وتستعد الآن جامعتا الأميرة نورة بالرياض وجامعة جدة للانخراط في هذا المشروع الوطني الكبير. كان قرار تدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية قد زامن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لجمهورية الصين الشعبية، بداية العام الميلادي الماضي. والصين تعدّ إحدى الدول الصناعية التي تعتبر محط أنظار العالم بسبب قدرتها الصناعية الهائلة وقوة نفوذها التجاري والاقتصادي في العالم بشكل عام. ووزارة التعليم إذ تحمل على عاتقها نجاح هذه المهمة، يتطلّع الجميع لأن تبدأ بدايةً قويةً في مناحي عدة؛ أهمها ابتعاث المعلمين السعوديين الراغبين في دراسة اللغة الصينية بشرط العودة لتدريسها في السعودية لمدة معينة، واستقطاب الكفاءات من الدول الأخرى لتدريس اللغة الصينية، وتهيئة المناخ العام والبيئات الصالحة، وتجهيز وسائل التعليم اللازمة لنجاح مهمتها، وكذلك الاستفادة من المبتعثين الذين سبق لهم الابتعاث لجمهورية الصين الشعبية قدر الإمكان، واستغلال وجود المبتعثين الحاليين إليها وإجبارهم على تعلّم الصينية بجانب تخصصاتهم التي يدرسونها، إذ سيخفف ذلك على الوزارة أعباء مالية ستحتاج لصرفها على المبتعثين الجدد لدراسة اللغة الصينية، وأهم من ذلك كله التركيز على إحضار المعلمين من الصين نفسها ممن يطمحون لدراسة العربية في السعودية، أو ممن يجيدون اللغة العربية من قبل، وكذلك حثّ المعاهد والجامعات الأهلية على الشروع في تدريس الصينية، على أن تكون رسوم الدراسة في متناول الجميع وعدم المبالغة فيها. وزارتا الثقافة والسياحة تستطيعان مساندة وزارة التعليم وفتح نوافذ من شأنها دعم تعليم اللغة الصينية في بلادنا.