من الأهمية بمكان ثبات وقف إطلاق النار بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أعلن عنه التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية أمس الأول؛ كونه أساس ضمان تنفيذ اتفاق الرياض نصا روحا، ودون الالتزام بوقف إطلاق النار من الشرعية والمجلس الانتقالي سنعود إلى نقطة الصفر ولن نتمكن من إنقاذ اليمن من الحروب والانقسامات والعمل على مواجهة الإرهاب الحوثي المدعوم ايرانياً، وتعزيز وحدة وسيادة اليمن وتوحيد الجبهة الداخلية؛ كون الترحيب بوقف إطلاق النار الشامل ووقف التصعيد وعقد اجتماع بالمملكة، للمضي قدماً في تنفيذ اتفاق الرياض، وعودة اللجان والفرق السياسية والعسكرية للعمل على تنفيذه وبشكل عاجل؛ تعتبر رسالة واضحة لحرص التحالف على تجسير الفجوات والعمل لصالح يمن موحد ورأب الصدع بين مكوناته. لقد تعامل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من اليوم الأول للأزمة، بضبط النفس والتهدئة والابتعاد عن التصعيد مع تداعيات الوضع في عدن والطلب من الأطراف بتنفيذ اتفاق الرياض والوصول إلى ايجاد قواسم مشتركة بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي لتقاسم السلطة ورأب الصدع بين مكوناته، خصوصاً أن التصعيد الأخير الذي شهده عدد من المحافظات الجنوبية باليمن لا يخدم المصالح الوطنية لليمن وشعبه ولا يدعم أمنه واستقراره ومن المؤسف أنه تسبب في إراقة الدماء الطاهرة لأبناء الشعب اليمني. وجاءت تأكيدات الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، بعقد اجتماع عاجل بالمملكة على ضوء «اتفاق الرياض» الذى تم التوقيع عليه في نوفمبر الماضي، كمؤشر إيجابي لحرص الطرفين على الوصول إلى أرضية مشتركة للحل وفق اتفاق الرياض؛ كونه الأساس لوحدة اليمن وعدم تقسيمه، وعروبته، وإبعاد العبث الإيراني الحوثي خصوصا أن الاتفاق يؤكد على تقاسم السلطة ولا يتجاهل أحدا ويلجم المخططات الخبيثة للنظام الإيراني والعناصر الحوثية الانقلابية، لكونه المخرج الوحيد لوقف الحروب والصراعات، وعدم تقسيم اليمن وعودة التشظي، وهو ما ترفضه المملكة وتؤكد دائما على ضرورة وحدة اليمن، وتجنيبه المزيد من الصراع والمعاناة، وتعزيز وترسيخ مبدأ الشراكة بين كل الأطراف والقوى الفاعلة لمواجهة التحديات القادمة.