شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن الجيش المصري قادر على الدفاع عن مصر داخل وخارج حدودها، محذراً من أنه لن يسمح بأي تهديد لأمن حدود مصر الغربية، وأكد أن مدينتي سرت والجفرة في ليبيا خط أحمر بالنسبة لمصر. وقال السيسي خلال تفقده القوات المسلحة في المنطقة الغربية العسكرية اليوم (السبت) «لن نكون غزاة، لكن الموقف الآن مختلف، فالأمن القومي العربي والأمن القومي المصري والليبي يهتز، ويخطئ من يعتقد أن حلمنا ضعف، وأن الصبر تردد، لكن صبرنا صبر لاستجلاء الموقف وإيضاح الحقائق». وأضاف: «إذا تحرك الشعب الليبي وطالبنا بالتدخل، فنحن على استعداد كامل لتقديم الدعم لهم»، مؤكدا أن تجاوز سرت والجفرة خط أحمر. وأكد في حضور وزير الدفاع، ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، أن الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد، مضيفاً أن هذا الجيش يحمي ولا يهدد.. وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدود الوطن. وأضاف: «لن نسمح بأي تهديد لأمن حدودنا الغربية»، لافتا إلى أن مصر لم تكن يوما من دعاة العدوان وإنما كانت تعمل على تأمين حدودها وأمنها القومي ومؤكدا أن أمن واستقرار مصر يرتبط ارتباطا وثيقا بأمن واستقرار المنطقة. وقال الرئيس المصري: «لقد حذرنا على مدار عقد من عدم الاستقرار في ليبيا ودعونا لتسوية شاملة تشمل سلامة الأراضي الليبية ووضع حد للمليشيات والتدخلات الخارجية، لكنّ دولاً خارجية واصلت تسليح مليشيات متطرفة»، مؤكدا أن جاهزية القوات صار أمراً حتمياً وضرورياً في ظل حالة عدم الاستقرار بالمنطقة والتطورات الأخيرة في ليبيا باتت تنذر بتصاعد الأخطار لتطال دول الجوار. وطالب بوقف إطلاق النار وفق خطوط الاشتباك الحالية في ليبيا، مضيفاً أن أي تدخل مصري مباشر لحماية أمن البلاد بات شرعيا. وأوضح أن مصر اتخذت موقفًا ثابتًا، ودعت إلى التوصل لحل سلمي شامل يؤكد سيادة وسلامة وأمن الأراضي الليبية، واستعادة المؤسسات، والقضاء على الإرهاب والمليشيات المتطرفة، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير الشرعية التي تغذي الإرهاب في المنطقة. وأوضح أن الحركة المصرية اتخذت عدة مسارات شملت الدعم والاحترام الكامل لقرارات الأممالمتحدة، والصادرة عن مجلس الأمن، والتعاون مع ممثلي الأممالمتحدة ومع بعثة الأممالمتحدة في ليبيا. وقال إن تجاوز منطقة سرت والجفرة خط أحمر، ولم تكن مصر تريد التدخل في شأن ليبيا، لكن ما يحدث الآن يهدد الأمن القومي المصري والعربي. وخاطب القوات المصرية في المنطقة الغربية بقوله: «كونوا مستعدين لأي مهام». وأضاف الرئيس المصري، موجهاً حديثه للضباط والجنود في المنطقة الغربية: «إن العقيدة والثوابت المصرية لن تتغير، وإذا احتجنا منكم عملاً وتضحيات فلن تتأخروا»، مشيراً إلى أن هناك أنشطة كثيرة تجري على الحدود مع ليبيا. وفي ما يتعلق بأزمة سد النهضة، أوضح السيسي أن التوجه إلى مجلس الأمن للحفاظ على التفاوض وفق المسار الدولى والدبلوماسي والسياسي حتى النهاية، قائلا: «حريصون على التنمية في إثيوبيا وعلى الحياة في مصر». ودعا إلى «سرعة التفاوض بما يحقق المصلحة للجميع.. ويؤكد أننا دول قادرة على إنهاء التفاوض بشكل قوي».