كشف وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، أمس (الإثنين)، وضع تصور واضح للمرحلة القادمة يعتمد على مؤشرين؛ هما القدرة الاستيعابية للحالات الحرجة، وسياسة التوسع في الفحوصات والوصول المبكر للمصابين في المجتمع، مشيراً إلى بدء المرحلة تدريجياً من يوم الخميس القادم، والتوسع فيها لحين العودة إلى الأوضاع الطبيعية بمفهومها الجديد القائم على التباعد الاجتماعي. وأضاف: «سننتقل من مرحلة لأخرى وفق تقييم صحي دقيق، يمنحنا السرعة في تعديل المنهج ومراجعة المسار متى ما دعت الحاجة». وأكد الربيعة أن الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان للقطاع الصحي، وكل ما تم استثماره في القطاع جعل القدرات الصحية والجاهزية في أفضل مستوياتها، وما تم اتخاذه من احترازات مبكرة منح الفرصة للسيطرة على وتيرة انتشار فايروس كورونا المستجد والاستعداد له، لافتاً إلى أن نشر الثقافة والوعي في المجتمع مكّن من الحفاظ على النظام الصحي، ومضاعفة القدرة الاستيعابية للمختبرات، وغرف العناية الحرجة، وأجهزة التنفس الصناعي، خلال الفترة الماضية. وشدد الربيعة على أن العودة إلى الأوضاع الطبيعية تتطلب أن نكون جميعاً على قدر عال من المسؤولية والاهتمام، واتباع الإرشادات الصحية، خصوصاً للفئات الأكثر خطورة، من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة والمصابين بأمراض تنفسية وضعف في المناعة، الذين طالبهم بالاهتمام أكثر بأنفسهم «ونطلب ممن حولهم مراعاتهم والاهتمام بهم»، راجياً من الجميع تغطية الأنف والفم عند الخروج من المنزل. وأشار الربيعة إلى أنه وبعد مضي 5 أشهر من الجائحة التي واجهت خلالها الأنظمة الصحية العالمية صعوبات كبيرة في التعامل معها، أصبح المجتمع اليوم أكثر وعياً بهذا الفايروس وتطبيق آليات التباعد الاجتماعي، فهي تجربة جديدة علينا جميعاً، منوهاً بفخره بالخبراء السعوديين في المجال الذين يحظون بتقدير دولي، واعتماد وزارة الصحة على خبراتهم بعد الله في التعامل مع ذلك الفايروس. وأشار الربيعة إلى أن ما قامت به المملكة من استعدادات منذ الإعلان عن الجائحة، وامتثال المواطنين والمقيمين للإجراءات الاحترازية، كان له أثر كبير في انخفاض نسب الوفيات التي تعتبر من الأقل في العالم. وأضاف: «وهنا أشكر وأقدر للمواطنين والمقيمين التزامهم ووعيهم واتباعهم لإرشادات التباعد الاجتماعي، مما ساعدنا على أن نكون أكثر جاهزية للتعامل مع الجائحة بإستراتيجية طويلة المدى».