حين انهالت مئات «السبح» على المسرح الذي كان يشدو فيه المطرب خالد عبدالرحمن في نهاية تسعينات القرن الماضي في إحدى حفلاته الجماهيرية وسط مدينة جدة، ماجت الأسئلة في نفسي، هل يحتاج المطرب المحبوب، إلى «ونيت» يحمل فيه هدايا عشاق روائعه. وقتئذ كنت حديث عهد بعروس البحر وبأنماط الغناء السعودي، غير أن حفلة «مخاوي الليل»، أبحرت بي إلى عمق السلم الموسيقي الخليط بين السباعي الصارم والخماسي الساخن مع الأداء الدافئ لمطرب تلك الليلة، فتعلق قلب رجل خط الاستواء، والقارة السمراء ب «بقايا جروح» ورهطها ك «يا هاجري» و«صدقيني» وبقية العقد الفريد من بدائع ذلك الزمان. كيف أسر حداء البادية والصحراء ذائقة القادم من غرب البحر، لعل وصلات الدف الساخن بعث الهوى في وجدان ضيف حفلة مخاوي الليل، إذ يشغف الأفارقة بالإيقاعات السريعة الساخنة التي أجاد خالد وفرقته في تصويبها إلى أذان «السميعة».. فانهالت السبح على مسرحه، هدايا ذكرى ومحبة. لم يفسد الذائقة التراكمية في غناء مخاوي الليل، إلا المسلسل المكنى ب«ضرب الرمل» الذي لعب فيه دور بطولته المطلقة، وبدا النجم الماهر في القنص، وكأن السيناريو الذي كتبه المؤلف، يتلوه بطل المسلسل، من ورقة أو شاشة لوح ذكي، فأضحى بون الحوار والتفاهم شاسعاً بينه واللبنانية «ريتا حرب» التي خاضت قبل «ضرب الرمل» تجارب في عرض الأزياء والإعلام، مثلما خاض «المخاوي» تجربة التمثيل بعد سنوات حافلة في الغناء والقنص في الصحراء.. لست في موقع يمنحني حق نصح ريتا بالعودة إلى عملها كعارضة و«موديل».. في المقابل، أملك حقي، كمعجب، بنصح خالد عبدالرحمن باعتزال التمثيل والعودة سريعاً إلى عرينه.. ف «أصعب اللحظات فقد الاتزان.. بين قلبي وبين عقلي مشكلة»!